18 سبتمبر 2025
تسجيلفي أمتنا الكثير من صُناع المواقف رجالاً ونساءً، شباباً وفتيات، بل هم كبار في مواقفهم والأحداث التي صنعوها بتوفيق من الله تعالى لهم وإخلاصهم لهذا الدين ولأمتهم، فكم على مدارسنا وجامعاتنا ومراكز التربية والقيم والقنوات الفضائية مسؤولية في أن تُعيد للأجيال القراءة الصحيحة لصُناع المواقف والقدوات الحية، والتي لها الأثر وما زال حتى يومنا هذا، ولا أحد يستطيع أن ينكره أو يخفيه أو يشوهه، فتاريخ أمتنا لا يكتبه "المهازيل المهابيل"هذا إذ هم يحسنون صناعة الكتابة أو يحسنون القول، إنهم رويبضة، إنه تاريخ كبير وحافل لا يكتبه إلاّ الكبار صُنّاع القلم والأمانة والعزة وميادين الشرف والنهضة الحقيقية والتمكين، فمن مواقف الكبار صُنّاعها:- * "القائد والحاكم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله يعرفه الكثير منا بأنه المجاهد المقاتل في سبيل الله، وهذه هي الصفحة المشرقة التي طغت على تاريخ شخصيته الفاعلة والمتميزة بأحداثها، ولكن هناك مساحات متعددة وواحات وارفة الظلال في حياته رحمه الله، ومن يقرأ سيرته يجد فيها أعمالاً حية صنعت للأمة الخير الكثير. ثم انظر إلى تركة هذا القائد الحاكم والمسؤول الأول في الدولة عندما غادر الحياة رحمه الله، فكانت ديناراً واحداً وستة وثلاثين درهما، ولم يخلف من المال سواها، إذ كان رحمه الله ينفق معظم ماله في الصدقات". * الشيخ آق شمس الدين بن حمزة رحمه الله أحد أبرز أعلام الحضارة الإسلامية في الخلافة العثمانية، وهو أستاذ ومعلم السلطان القائد محمد الفاتح رحمه الله، وهو الفاتح المعنوي لمدينة القسطنطينية (إسطنبول)، ولم يكن الشيخ آق شمس رحمه الله يرتجي رضا الحاكم عليه، ولا هو من الذين يُتاجرون بالدين على حساب ثوابت الأمة ومبادئها ومقدساتها، فالكبار يصنعون الكبار القادة الفاتحين. * "يُعتبر الإمام محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله وهو صاحب أسرع خطبة جمعة في تاريخ الإسلام، حيثُ صعد على منبر من منابر جامع الزيتونة الشامخ في إحدى خطب الجمعة ففي خطبته الأولى نظر إلى المصلين وقال باللهجة التونسية "نساء شكون إلي في لسواق" فلم يتكلم المصلون، ثم قالها مرة ثانية "نساء شكون إلي في لسواق" فلم يتكلم المصلون، فجلس الشيخ ثم قام وقال "لا خير في صلاتكم ونساؤكم عرايا" ثم قال أقم الصلاة يا إمام". * الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله صاحب كتاب رسائل الإصلاح في ثلاثة أجزاء،"استقال من مشيخة الأزهر في عام 1954 احتجاجاً على إلغاء القضاء الشرعي ودمجه مع القضاء المدني". وغيرهم الكثير في تاريخ أمتنا الممتدة الأطراف من صُناع المواقف والقدوات الحية وأصحاب الرايات البيضاء التي لا تسقط، قدوتهم الأول رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضي الله عنهم، ومن تبعهم رحمهم الله. "ومضة" وصدق من كتب "لكل إنسان نهاية، لكن ثمة فرق كبير بين نهاية ونهاية! وكل واحد منا مسؤول عن صناعة تلك النهاية". فدروس ومواقف الكبار في أمتنا لا تنتهي، فصُنّاعها كبار..!. [email protected]