18 سبتمبر 2025
تسجيللابد لنا في شهر رمضان المبارك من التطرق الى بعض رجالات قطر وشخصياتها التي كان وما زال لها حضورها المشهود داخل المجتمع القطري سواء كان ذلك في السابق او في الوقت الحالي، وذلك نظير ما قاموا به من اعمال وافعال ترقى الى سمعة اهل قطر، وكل ما يتعلق بالعلم الغانم والذكر الطيب والكرم الحاتمي الذي عرفوا به على الدوام. وهو ما ستتناقله الاجيال من جيل الى جيل والذي يقوم على البساطة وجمع القلوب على محبة هذه الارض حفاظا على سلوك اهل هذا البلد الطيب وعاداتهم وتقاليدهم التي نهلوها من الاباء والاجداد وحافظوا عليها ابا عن جد لبناء قطر الغد التي تسمو بروح الاوفياء الى ابد الدهر. حيث ما تزال هذه القيم الانسانية متوارثة بين هؤلاء الابناء حتى هذا اليوم. * والوالد الشيخ علي بن سعود آل ثاني: هو أحد الذين نتذكرهم في هذه الايام بكل فخر واعتزاز.. فوالده سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله - مشهود له بالصيت ومحبته ببن اهل قطر.. وجده الشيخ عبدالعزيز بن جاسم – رحمه الله – احد ابناء مؤسس قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني (طيب الله ثراه). ولهذا فالحديث عن هؤلاء جميعا يستحق منا لمسة وفاء في تذكرهم وتذكر خصالهم ومناقبهم وصفاتهم النبيلة التي لا تخفى على احد منا، خاصة ما يتعلق بالجانب الانساني والتواصل مع ابناء هذا الشعب عبر صلة الارحام وعدم انقطاعها مع الغير. بجانب الحفاظ على صفة السخاء ومد يد العون لكل محتاج والوقوف مع كل ملهوف وضعيف في السراء والضراء، وهذه الخصلة كانت وما زالت من صفات رجالات قطر عبر العقود الماضية وما زالوا يحافظون عليها حتى هذه اللحظة ودون انقطاع لأنهم تربوا عليها واقسموا على ان يصونوها بتوفيق من الله رغم بعض الصعاب التي مروا بها أحيانا. • مجالس الرجال الأوّلين: جالست - شخصيا - الشيخ علي بن سعود بن عبدالعزيز آل ثاني في مجلسه العامر بمنطقة "المرخية" الذي كان يرتاده الصغير والكبير. كما يزوره العديد من رجالات قطر والاعيان والوجهاء ورجال الدين والمثقفين بمختلف اطيافهم. وكان استقباله لكل هؤلاء يكون بابتسامته التي لا تفارقه ابدا، فأحبه كل من كان يتردد على زيارته سواء كان ذلك بشكل يومي او اسبوعي، حيث كانت له جلساته الادبية والدينية والثقافية والاجتماعية التي يعرفها كل من يأتيه للسلام عليه والتمتع بالجلوس معه دون انقطاع، وهذه العادة الطيبة في مجلس الوالد الشيخ علي بن سعود اصبحت حديث الناس جميعا في قطر، ولعلها تأتي من باب التواصل وبناء علاقات مستمرة بينه وبين كل من يكن له الخير، لما عرف عنه من خلق رفيع وخصال نادرة في رجال اليوم. * حديث عن مآثر المؤسّس: ولعل أكثر الاحاديث التي كنت أستمتع بها مع الشيخ علي بن سعود في مجلسه باستمرار هو حديثه عن الجد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني هذه الشخصية الملهمة والعصامية التي بنت هذا الوطن وساهمت في توحيد شبه جزيرة قطر قبل ما يقارب من 140 سنة. خاصة بعد توليه فترة حكم قطر عام 1878م الى وفاته ورحيله عن الدنيا في عام 1913م وهي فترة خصبة ومهمة في تخليد وكتابة تاريخ قطر السياسي الحديث. بجانب التطرق لأشعار المؤسس وما فيها من دروس وعبر ومواعظ وسرد تاريخي وسياسي للاحداث التي تستحق منا ان نقف معها لفترة اطول من الزمن لتسجيل فصولها وتدوينها لترسيخها في اذهان ابناء اليوم. كلمة أخيرة: نتمنى للشيخ علي بن سعود آل ثاني تمام الصحة والعافية بعد ان المت به وعكة صحية مفاجئة، وان يكتب الله له الشفاء ويعافيه من كل علة، اللهمّ اشفه شفاءً ليس بعده سقمٌ أبدا، إنك سميع مجيب.. اللهم آمين. [email protected]