17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد بات تدفق المهاجرين التي بدأت مع اندلاع الأزمة السورية، يشكل مشكلة بالنسبة لأوروبا أيضًا، ولذلك، بات هذا الموضوع يلقي بظلاله على العالم بأسره. وعليه فإن العلاقات المتبادلة بين تركيا وأوروبا، شهدت تصاعدًا وانخفاضًا للتوتر على خلفية تلك الأزمة. ما هي أزمة المهاجرين في تركيا؟دأبت تركيا ومنذ البداية، بالقول للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ما يلي: "دعونا نحل المشاكل الأساسية التي تجعل الناس يجبرون على الهجرة واللجوء، وهذا يعني وضع حد للحرب الأهلية التي تشهدها كل من سوريا، والعراق، وأفغانستان، تلك البلدان التي تعد بمثابة بلدان منتجة للاجئين". دعنا نقل إن الأزمة في أفغانستان باتت تشكل "أزمة مزمنة" عصية على الحل. إلا أن المشكلة في سوريا والعراق هي مشكلة مترابطة، شددت تركيا في كل مناسبة على ضرورة إيجاد حل لها. ومع ذلك، فإن أحدًا لم يقف إلى جانب إيجاد حل جذري لأصل المشكلة. لم يركز الاتحاد الأوروبي اهتمامه إلا على وضع حد لتدفق المهاجرين على الجزر اليونانية في بحر إيجه، علمًا أن قسمًا لا بأس به من المهاجرين، كانوا يعبرون باتجاه إيطاليا ومالطا وغيرها، عن طريق البحر المتوسط.لذلك، فإن نموذج الاتحاد الأوروبي لحل مشكلة المهاجرين (اللاجئين) أدى في الواقع إلى تعميق المشكلة، ورغم ذلك، لم يتخلى الاتحاد عن نموذجه. أما الآن فقد بات خائفًا من التدخل في سوريا، عقب دخول روسيا في المعادلة. ورغم ما سبق، أجرت تركيا التعديلات التي طلبها الاتحاد الأوروبي، فيما قدم الاتحاد لتركيا بعض الوعود، كمنحها مبلغا وقدره 6 ملايين يورو لدعم اللاجئين، إعفاء الأتراك من تأشيرة دخول دول الاتحاد، لكن المشكلة لا تزال بعد دون حل، فلماذا؟ الاتحاد الأوروبي يظهر صعوبة في إنتاج حلول سياسية وإرادة واقعيةالاتحاد الأوروبي بات غير قادر على إيجاد حلول للمشاكل، سيما أنه عجز عن إنتاج سياسات داخلية مشتركة، فالمملكة المتحدة وهولندا تعرضان بقاءهما ضمن الاتحاد من عدمه لاستفتاء شعبي، وهذا ما يعرض الاتحاد لمشكلة التفكك، وعدم القدرة على اتخاذ موقف مشترك يمثل جميع الأعضاء، فضلًا عن المشاكل التي يعيشها اليوم على خلفية الوعود التي قدمها لتركيا. 6 مليارات دولار مشروطة بـطلب الاتحاد من تركيا تعديل قانون مكافحة الإرهاب مقابل إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة دخول "فضاء شنغن"، تم وضع هذا الطلب في وقت يتوالى فيه سقوط عشرات الشهداء من الأتراك يوميًا، جراء أعمالٍ إرهابية، وتخوض فيه البلاد معركة حامية الوطيس ضد الإرهاب.كان جواب رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، تجاه ذلك الطلب واضحًا للغاية: "فلتسيروا أنتم في طريقكم، ولنسر نحن في طريقنا، اذهبوا واعقدوا توافقات مع من شئتم".وعليه، أجل الاتحاد الأوروبي ملف الإعفاء من تأشيرة الدخول من يونيو إلى سبتمبر، مشددًا على شرطه المتعلق بإدخال تعديلات على القانون المذكور. أظهر الجميع في تركيا، ردة فعل سلبية حيال طلب للاتحاد الأوروبي، خاصة أن البلاد تقدم كل يوم قوافل من الشهداء في معركتها ضد الإرهاب، لذا فإن أحدًا من الأطراف السياسية التركية، لا يملك القدرة على تعديل ذلك القانون في مثل هذه الظروف.دعوني أُشِر إلى هذه النقطة المهمة، يعتقد الاتحاد الأوروبي، أن ملف الإعفاء من تأشيرة الدخول يشكل مسألة مصيرية بالنسبة لتركيا، ولكن الأمر ليس كذلك قط. فلا أحد يطير من السعادة ويتطوق لزيارة أوروبا من دون تأشيرة، فالأتراك يقولون "إذا تحقق ذلك فهو حسن وإن لم يتحقق فلا ضير في ذلك"، بل اسمحوا لي أن أقول لكم شيئًا أكثر وضوحًا: حتى قضية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لم تعد تشكل مصدر إثارة كما كانت من قبل. فمن يطمح بالدخول إلى منظومة باتت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار؟ ما الذي ستفعله تركيا؟ تستضيف تركيا نحو 3 ملايين لاجئ. هذا يشكل عبئًا كبيرًا عليها. كما أن أعداد اللاجئين تتزايد كلما شنت قوات روسيا والأسد غارات جوية على مدينة حلب (شمالي سوريا). لن تتمكن تركيا من تحمل هذا الوضع أكثر من ذلك. لذا، فهي تفكر جدّيًا في فتح أبوابها، أمام اللاجئين الراغبين بالتوجه نحو أوروبا.إن الفوضى التي قد تنتج عن ذلك، قد تهزّ أسس أوروبا، لهذا فإن ميركل حزمت حقيبتها قادمة إلى تركيا على عجل، فهي الوحيدة القادرة على فهم مشاكل أوروبا.