19 سبتمبر 2025
تسجيلمناسبة هذا العنوان ما تم تداوله بشأن قائد الانقلاب العسكري الدموي في تركيا عام 1980، كنعان ايفرين، الذي توفي الأسبوع الفائت، وأحدث جدلاً في تركيا، التي رفضت الحكومة هناك المشاركة في جنازته، حتى وإن كان الحاكم السابع للجمهورية، فإن جرائمه ما تركت بيتاً في تركيا إلا ورسمت فيه حزناً وألماً، كما هو حال أي انقلاب عسكري على الأغلب.كثيرون وقفوا ضد أي رسميات له، سواء كانوا إسلاميين أو حتى ليبراليين وغيرهم كثير، باعتبار أن يديه ملطختان بالدماء.. ومن يقرأ تاريخه يدرك سبب مواقف الناس اليوم تجاهه، وهو الذي انقلب على حاكم شرعي وأعدم الكثيرين وسجن نصف مليون معارض، وغيرها من مآس جلبت فقراً وبؤساً وتعاسة للدولة التركية لعقدين من الزمن.إن الظلم مرتعه وخيم كما قال الشاعر العربي، فالظالم لا يمكن أن يموت وينتقل إلى الحياة الأخرى قبل أن ينال جزاءه الدنيوي قبل الأخروي، والجزاءات تتنوع بحسب الظالم وما ظلم وفعل.. والناس لا تنسى للظالم أفعاله، لاسيَّما من اكتوى بنار ظلمه.إن أقل عقوبة للظالم في الدنيا هي اللعنات ودعوات الهزيع الأخير من الليل، حين ينام الناس، إلا أن رب الناس يسمع لأنين المظلوم وآهاته كما بالحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا دعوة المظلوم فإنها تُحمل على الغمام، يقول الله، وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".هل هناك ما يفرح قلب المظلوم أكثر من هذا القسم الإلهي؟ إن الله ناصره، طال الدهر أم قَصُر. وهل هناك من هو أشقى من الظالم وهو يسمع هذا القسم؟ لاشك أنه ليس هناك أشقى من ظالم يسمع ويرى نهايات أمثاله ولا يتعظ أو يرتدع ويعود لرشده ويتوب.إن الله لا يهمل الظالم وإن أمهله بعض الوقت، كما بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.. ثم قرأ: (وكذلكَ أخذُ ربك إذا أخذ القرى وهيَ ظالِمَة، إنَّ أخْذهُ ألِيمٌ شديدٌ).