11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); دور الشيخ قاسم فى نشر الدعوة السلفية: كان الشيخ قاسم رجل علم وحكم فقد اقتنع بعد دراسة حجج الفريقين أن الدعوة السلفية هى الأقرب الى عقيدة الاسلام الصافية التى كانت زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه. وقد طبق ما اعتنق به فخالف جميع الحكام من حوله والذين كان حكمهم يقوم على المنفعة والمصلحة بغض النظر عن المباديء. وكان للشيخ قاسم الفضل فى تحويل البلاد الى أن يصبح غالبية أهلها حنابلة سلفيين وهو الذى يرجع اليه فضل تأسيس قطر ككيان مستقل وحماية حدودها من جيرانها ومن غارات البادية، بحيث نعم أهلها بالأمن والأمان والاستقرار فى عهده. ان الشيخ قاسم بن محمد رجل متدين الى حد كبير وكان هو امام البلاد وخطيبها فى الجمع والأعياد وكان قاضيها ومفتيها وأكبر المتصدقين والمزكين فيها، وكان يتاجر فى اللؤلؤ وكوّن ثروة يوم لم يكن فى البلاد نفط أو أى مورد تعتمد عليه الحكومة حتى الجمارك كان يعتبرها حراماً ولا يأخذها من التجار ودخل فى حرب مع الترك العثمانيين عندما أراد الباشا العثمانى ارغامه على الترخيص بانشاء مركز للجمارك. وكان يستخدم ثروته فى أعمال الخير الكثيرة التى اشتهر بها، من أوقاف فى عمل الخير ومنها عدد من الأوقاف فى قطر والمملكة السعودية فى الرياض والدرعية والخرج والحوطة والمذنب والأفلاج وحريملا وذلك على طلبة العلم وغيرهم. ومنها طباعة الكتب الدينية وتوزيعها على طلبة العلم فى الخليج ونجد والحجاز والعراق والشام ومصر. وقد دخل فى صراعات مع القوى الكبرى والجيران المخالفين له فى المذهب بسبب تمسكهبعقيدته السلفية. فحاول ابعاد الانجليز الذين وقعوا معاهدات مع بقية دول الخليج، واختار التعاهد مع الأتراك العثمانيين لكونهم يمثلون دولة الخلافة. كما أبعد كل من تظهر منه بدع من أى نوع. ويظهر ذلك فى شعره بشكل واضح: فأوصيك منى يافتى يابن جاسم فلا تكن عنها يا فتى الجود غايب تمسك بتقوى الله واخلص له العمل بعلمٍ على حقٍ صواب وصايب ترى من أطاع الله طاعت له الملا وذلّت له رقاب الملوك الصعايب فانا اقول ذا وأرجو من الله عفوه والأقوال فيها مخطيات وصايب دفاعه عن الدعوة السلفية فى مواجهة مناوئيها كانت الدولة العثمانية تسيطر على معظم الدول العربية بما فيها الحرمان ومصر والمغرب العربى والشام والعراق واليمن والاحساء، وقد اعتبرت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب مصدر خطر فأخذت تشوه صورتها عند الشعوب التى تحكمها ومن يتصل بهم من شعوب وبشكل جعل هذه الدعوة مقترنة بالكفر والعياذ بالله. وينقل بعض كبار السن أن أهل البحرين كانوا عندما يجدفون فى المراكب يغنون اغنية جماعية تشجعهم على التجديف برتم معين، فكان من أغانيهم تلك: حسبى الله على النيادى دين الله غيروه حتى جاسم عن دينه غيروه وقد وقف الشيخ قاسم موقف المناصر لهذه الدعوة بل أصبحت قطر فى وقته مركزاً للدفاع عن الدعوة السلفية والرد على الهجوم الشرس الذى كانت تتعرض له. وقد استخدم علاقته الطيبة مع السلطان العثمانى لمحاولة اقناعه بعدم محاربة الملك عبدالعزيز بقصد القضاء على هذه الدعوة. فيقول فى رسالة منه للسلطان: "... وقد عرضت بلسان الصدق والصداقة واسترحمت عدم سوق العساكر الشاهانية على ابن سعود، وان كل مطلب ومقصد يحصل بدون أن تطلقوا على نجد وأهلها اسم العصيان، الذى يكلف الحكومة السنية من المشاق والمصاريف والخسائر ما هى غنية عنه بدون فائدة. على أن ابن سعود ليس بعاصٍ ولا خارج عن رسم الطاعة. نعم ان الذين أدخلوا فى أفكار مولانا أمير المؤمنين سوء قصد ابن سعود وأن منه الخطر على نجد ومايليها هم أعداء الدولة والملة الذين يريدون تفريق الكلمة... " استقدام العلماء السلفيين للعمل كمدرسين وأئمة وهؤلاء كانت غالبيتهم من نجد ومنهم: الشيخ عيسى بن عكاس والشيخ أحمد بن حمد الرجبانى والشيخ محمد بن حمدان والشيخ عبدالله بن أحمد بن درهم والشيخ على بن سليمان البصرى والشيخ الشاعر حسين بن على بن نفيسة وغيرهم. وقد أفادوا فى نشر العلم الشرعى وتوعية الناس بشرع الله وتحذيرهم من المنكرات والبدع. محاربة البدع وابعاد أهلها من البلاد وفى هذا يقول محمد بن حسن المرزوقى وكان اماماً مرافقاً للشيخ قاسم من منظومة قالها بعد وفاته رحمه الله: وأجلى دعاة السوء من كل مشرك ومن كل جهمى أخى لبسات طرائق صوفى وزارٍ ومولدٍ نفاها بحد السيف والكلمات وعلمهم نكر الفواحش جهرة وأذهب مألوفاتهم بعظات جهوده فى نشر كتب الدعوة السلفية استخدم الشيخ قاسم امكاناته المالية الجيدة لخدمة الدعوة، وكان هو من أوائل من تنبهوا لأهمية الكتاب خاصة وقد كتب أعداء الدعوة الكثير من الكتب ضدها. فكان يراسل العلماء ويطلب منهم تزويده بالكتب ليقوم بطباعتها فى الهند أو العراق أو مصر أو الشام ومن العلماء الذين كان يراسلهم: 1 - الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ فى الرياض وكان مفوضاً منه فى ادارة أوقافه فى الرياض. 2 - الشيخ محمود شكرى الألوسى فى العراق 3 - الشيخ محمد حسين ناصيف فى جدة 4 - الشيخ جمال الدين القاسمى فى دمشق 5 - الشيخ مقبل الذكير من وجهاء وتجار البحرين وكان وكيلاً عنه فى الأمور المالية 6 - الشيخ عيسى بن عكاس فى الاحساء 7 - الشيخ سليمان بن سحمان فى الرياض 8 - الشيخ صالح البنيان فى حايل 9 - الشيخ عبدالله الزامل فى المذنب وكان وكيلاً على أوقافه هناك ومن الكتب التى وزعها: 1 - الايمان لشيخ الاسلام ابن تيمية 2 - المقنع وشرح الاقناع فى الفقه الحنبلي 3 - مجموعة التوحيد لابن تيمية 4 - الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان 5 - التوضيح عن توحيد الخلاّق فى جواب أهل العراق 6 - جامع البيان فى تفسير القرآن 7 - منهاج التأسيس فى كشف شبهات داوود بن جرجيس لعبداللطيف آل الشيخ 8 - فتح المنّان للالوسي 9 - مقدمة فتح الباري 10 - لسان العرب لابن منظور 11 - اجابة السائل على أهم المسائل لابن عكاس 12 - الدين الخالص لصدّيق حسن خان 13 - مصباح الأنام لعبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ 14 - رد صلح الاخوان للشيخ داوود العاني. وقد سار الشيخ عبدالله بن قاسم على نهج والده من الاهتمام بالتعليم والدعوة السلفية فاستدعى الشيخ محمد بن مانع من البحرين ليكون قاضياً ومعلماً حيث افتتح مدرسة سماها بالأثرية، وكان يدرس فيها علوم الشريعة واللغة واجتمع عنده عدد من أبناء البلاد كما أرسلت الشارقة بعثة من طلابها للدراسة عنده اضافة لطلاب من الاحساء ونجد. وقد تخرج من هذه المدرسة العديد من العلماء الذين استفادت منهم قطر والدول المجاورة. رحم الله الجميع وجعل ما عملوا وبذلوا فى ميزان حسناتهم يوم القيامة. تلقيت دعوة من جامعة الامام محمد بن سعود فى الرياض للمشاركة فى ندوة (السلفية، منهج شرعى ومطلب وطني، وقد افتتحها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ولى العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء فى يوم الثلاثاء 27/12/2011 م. وقدمت فيها بحثاً عنوانه هو نفس عنوان هذا المقال، وكان الحضور كبيراً من المملكة وخارجها. وقد تناولت فى مقالى بدايات الاتصال بين قطر والدعوة السلفية منذ بداية عهدها زمن الامام محمد بن عبدالوهاب ومؤسس الدولة السعودية الأولى الامام محمد بن سعود. وأنا أنقل هنا ملخصا للبحث وأركز على الشيخ قاسم بن محمد الذى كان له الدور الأبرز فى نشر الدعوة السلفية فى قطر. نشر هذا المقال بتاريخ الخميس 18 صفر 1433 هـ / 12 يناير 2012 م