13 سبتمبر 2025
تسجيل* صديقتي زارت اليابان وهناك التحقت بدورة في إدارة الأعمال عملياً بإحدى الشركات، أدهشتني عندما قالت إنها لاحظت أن مدير الشركة مرتبط بموظفيه وعماله من خلال شبكة خاصة بالشركة، ولاحظت أن المدير يطلب من العاملين بالشركة بمختلف فئاتهم أن يكتبوا له مباشرة عن رؤيتهم لتحسين الإنتاجية، أو عندما تقابلهم مشكلة، أو عندما تلوح لهم فكرة لتلافي الأخطاء، أو عند احتياج طارئ لأي نواقص نفدت، لا مركزية، ولا انتظار، ولا تعقيد، ولا إهدار وقت، الاتصال مباشر من القاعدة إلى القمة، لا حائل، ولا مانع، ولا المدير مشغول، ولا مسافر، ولا عنده ضيوف، ولا في إجازة، ولا في اجتماع، ولا اكتب مشكلتك وحنشوف، ولا المدير النهاردة معصب صعب تدخله، ولا سكرتير يوقف لك المراكب السايرة، متلذذاً بتعديل المرصوصين أمامه على الكراسي، يدخل من يشاء، ويؤخر من يشاء، ويضايق من يشاء، ويهش ويبش مع من يشاء، فقط عمل دؤوب، سريع، ديناميكي، متجدد، دافع للإبداع، والأعجب مئات الردود التي يكتبها مدير الشركة التي تصل للمئات يومياً دون كلل، ولا إيدي وجعتني عايز مساج، أما ساعات العمل فتتجاوز الخمس عشرة ساعة، والعمل ماشي كالساعة! الآن ممكن أفهم لماذا جننت اليابان أمريكا.. برافو.. عقبال بلاد العُرب أوطاني من الشام لتطواني!!* في المدارس تطلب الأمهات أن يكون أولادهن في فصل (المس فلانة.. مش فلانة) ليه؟ يأتيك الجواب.. الولاد بيحبوها!! ليه؟ جواب السؤال هو الفرق بينها وبين زميلتها التي لا يحبها الأولاد، وابحثوا على راحتكم عن سر تعلق الأولاد، أو الطلاب، أو حتى الشباب في الجامعة بمدرسة ما، بمحاضر ما، دون الآخر! على الكونتر في المؤسسات ذات العلاقة المباشرة بالجمهور نفس الأمر، تزاحم على موظف بعينه دون غيره! تسأل لماذا؟الجواب ابن حلال وجهه بشوش! في المستشفى نفس الملاحظة جمع كبير يريد تحديداً الدكتور فلان! تسأل لماذا؟ يأتيك الجواب.. أصله صبور، بيسمعنا وطويل البال مش عصبي، وكمان شاطر! في الشارع "اتنين سوبر ماركت" كل محل يساوي الآخر في ما يوفره من جميع الاحتياجات، لكن سبحان الله تجد زحام المشترين على محل بينما الآخر "بينش" لو دفعت أحد الواقفين في الزحام ليشتري من المحل الخالي من زبائنه لقال لك أعوذ بالله "دا راجل كشر"، أينما توجهت ستجد الجمهور يريد خدمة فلان ولا يريدها من فلان، حتى على مستوى القمة إذا تدرجنا من مسؤول إلى مدير، إلى وزير ستجد نفس الحال، فقد يضيع لك حق، أو عندك مشكلة وتتوجه لمسؤولك المباشر فتجد الباب مغلقاً، طيب المدير، شرحه، لم يبق إلا الوزير، تذهب وكلك أمل فتجد على الباب قفل "مسوجر" متمثلاً في سكرتير لا تمر من تحت يده النملة إلى مكتب الحل والربط! لكن سبحان الله، الأمر مختلف مع إدارة ثانية، ووزير آخر على رأس الهرم مستعد للاستماع إلى مشاكل خلق الله الموجوعين وحلها بيسر ما تصوره صاحب الحاجة، وليس هذا فحسب إذ من الكبار من خصص يوما قبل نهاية الأسبوع لاستقبال أصحاب الحاجات لحل ما تعسر من أمور العباد، الفرق دائماً إنسان مناسب في المكان المناسب يتحلى بمواصفات هي في مجملها الاحتواء، الرحمة، الصبر، البشاشة التي نترجمها في كلمتين "حسن الخلق"، المؤهل لفن التعامل مع البشر. * * * طبقات فوق الهمسفي زمن مضى كنا نبدع، ونصدر للعالم الإبداع في كل المعارف والفنون، أما حكاية الفتوحات الإسلامية فما شاء الله لا يتسع لها كتاب "جينس" ومضى العصر الألماسي لنكتفي بتلقي بالفرجة على المبدعين، هم يبدعون، ونحن نستهلك، من أول العطر حتى السيارة، طبعا لا أنكر بأننا نجحنا في دخول كتاب جينس للأرقام بأكبر قرص بيتزا، وأكبر طبق تبولة، وأكبر طبق حمص، لكننا فشلنا في الدخول إلى الكتاب الأشهر بأكبر قوة إرادة عربية متآزرة ترد على من يستصرخون نخوتنا وقطعان اليهود تمتهن طهارة الأقصى كل يوم وتعلن الرغبة في تقسيمه ليمارس اليهود فيه طقوسهم! على فكرة في المسجد حرائر يرابطن فيه يتحملن فظائع يتجاهلها الإعلام رغم أن وسائله تقول دائماً إن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى!! اللهم عليك باليهود الأوغاد فأنت عليهم قادر.أما نحن فستدب فينا الهمة بعد الانتهاء من الفرجة على الفيلم العربي. قولوا إن شاء الله.نقطة نقطة يصبح المجرى نهراً، ورقة ورقة تصبح الشتلة شجرة، طوبة طوبة يصبح البنيان قصراً، ثنائيات تصنع كلها الحياة، وتهمس كلنا بدأنا من الصفر، لا أحد بدأ كبيرا، هذا المليونير بدأ ماسح أحذية، ذلك الملياردير كان ينام جائعاً حتى فتح الله عليه بعد جهاده، هذا القصر كان صاحبه يتكفف الناس حتى سجل أولى براءات اختراعه، العالم كله يمتلئ بقصص بدأت متواضعة ثم صارت شيئاً ذا بال.. لكن مع كل قصة هناك دائماً رفقة، هناك إنسان ما امسك بيدك، آمن بك، ساعدك حتى صرت على ما أنت فيه، هنا جميل أن نقول إن كثيرين عندما منحوك اكتافهم لتتكئ عليها وتصعد لم يفعلوا ذلك! ابتغاء ثناء، أو شكر، أو سمعة، فقط قدموا عملا جميلا أسعدهم لشخص أحبوه! مناسبة هذا الكلام تفشى النكران، والجحود بشكل مذهل، رغم أننا نردد كل يوم ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله!! لا أنسى تحية للأوفياء. * * * لمن يهمه الأمر* لولا يقظة الجهات المختصة بالبلدية، بالصحة، بحماية المستهلك لشبعنا أكلا ملوثا، ومذبوحا صعقا أو خنقا، وغير صالح للاستهلاك الآدمي، لكننا بعد الفيديو الصدمة الخاص بالهوت دوج واللانشون يسأل كثيرون وها أنا أبلغ السادة المسؤولين كما طلبوا كيف يتأكدون مما يأكلون؟ كيف يتأكدون من أن الدجاج المستورد مذبوح فعلا على الطريقة الإسلامية، الناس تحتاج إلى الاطمئنان فهل من مسؤول يوضح لنا عبر الإذاعة أو التليفزيون وسائل التأكد من صحة الغذاء، والأخبار تطالعنا بين فترة وأخرى بإعدام أطنان فاسدة غير الذي يتسرب إلى الأسواق؟ "ياريت نسمع مسؤول". * * * صلاة قلب* نور أطل على الحياة رحيما ... وبكفه فاض السلام عظيمالم تعرف الدنيا عظيما مثله ... صلوا عليه وسلموا تسليما