13 سبتمبر 2025
تسجيلنقترب من رمضان شيئا فشيئا ومثل كل عام نعاني من الفوضى كلما اقترب شهر رمضان الفضيل تلك الفوضى التي أتحدث عنها هي فوضى الفضائيات التي تزدحم بكل الأشكال والألوان من البرامج والمسلسلات والتي تكون في غالبيتها فارغة من المحتوى والهدف والمضمون حيث إننا أصبحنا في زمن تفوق فيه الإنترنت والجوالات وبقية وسائل الاتصال على الفضائيات العربية تفوقا صارخا ما كنا نتوقعه أو نتصوره يوما والسبب الواضح هو أن هذه الوسائل نجحت في ملامسة أعماق الناس ومشاعرهم في حين لم ينجح أغلب المنتجين والمخرجين أو الإعلاميين في مواكبة أجواء رمضان الحقيقية ولم ينجحوا في استشعار طبيعة هذا الشهر واحتياجات الناس الروحانية في هذا الشهر والحاجة الماسة إلى استغلال رمضان في إعادة الكثير من القيم والمفاهيم التي فقدناها ونسيناها، إن أكثر ما تعرضه الفضائيات يثير الحزن والقلق في ظل غياب الهدف والقيمة وحتى الترفيه الراقي لا وجود له في حين نجحت الوسائل الإلكترونية في تطوير محتواها وتحفيز مستخدميها للتفاعل ليكون رمضان الإلكتروني وأجواؤه أكثر حضورا في صفحات الفيس بوك وعناوين المنتديات ورسائل الهواتف النقالة. وتويتر وغيرها أما عبر الفضائيات فلم نعد نشعر برمضان ولا بروح رمضان إلا من خلال الإعلانات عن المشروبات الباردة من شراب التوت والبرتقال وأنواع الشوربات وغيرها تلك الإعلانات الفاصلة بين البرامج المملة والرديئة والتي أصبح عدم المصداقية فيها واضحا وضوح الشمس ناهيك عن التخلف الذي يعاني منه بعض مقدمي البرامج التي أظهرتنا أمام الملأ في صورة مجتمع عربي بشكل عام يعاني من فقدان القيم سواء الثقافية أو الدينية أو الاجتماعية. والمصيبة الأكبر أن هذا الاستهتار طال حتى رموز وشخصيات لها احترامها حيث دفع الإفلاس بالبعض إلى تقليدهم وإهانتهم أمام كل من يتابع الشاشة بشكل مستفز اسمحولي فكلما ذكرته ليس افتراء أو توقعات إنما حصيلة متابعات للعبث الإعلامي في رمضان كل عام فهل سيكون هذا العام مختلفا؟