16 سبتمبر 2025

تسجيل

بُعد الثقافة عن الثقافة

18 مايو 2011

إن المتابع للحركة الثقافية في قطر وللدور الذي تقوم به وزارة الثقافة يرى أنها تقتصر على افتتاح معرض للرسم لأحد الفنانين أو دعوة عامة لمشاهدة أوبريت أو رقص فلكلوري وربما تفضل أحد المسؤولين لمتابعة أمسية شعرية!!، فهل انتهت الثقافة إلى هذا الحد؟ وهل القصد من إنشاء وزارة الثقافة هو الوقوف على هذه الأنشطة فقط؟ ألا يجدر بالوزارة أن تتابع كل صغيرة وكبيرة من أمور الثقافة؟ وأن تدعم المثقفين من أبناء الوطن وتتتابع أمورهم؟ فعلى سبيل المثال أرى أن الوزارة تجاهلت الكُتاب في الصحف المحلية وأعتقد أنها لم تلتفت إليهم وربما اسقطتهم من أجندتها أو أنها لاتعتبرهم من المثقفين أومن النخبة، وإذا كانت هذه الفرضيات في محلها فإنه من الأجدر بالوزارة أن تقوم بعمل دورات تأهيلية متخصصة للكُتاب يحصلون من خلالها على أسس وقواعد الكتابة وذلك من خلال كبار الكُتاب وأساتذة الإعلام الذين لهم أسماؤهم الرنانة في عالم الكتابة، فكثير من الكُتاب وأنا منهم نعتبر من الهواة وتنقصنا الكثير من المفاهيم ونحتاج لصقل مواهبنا، فالمقالات ليست عبارة عن أفكار ينزلها الكاتب من رأسه ويدونها على الورق كما يعتقد الكثيرون وإنما هي إبداعات تحتاج لتوجيه علمي محض حتى تتطور صحافتنا المحلية بكُتابها وبالأخص القطريون منهم، كما أن الوزارة وللأسف الشديد لاتمد يد العون لمن يرغب من الكُتاب بطباعة مؤلفاته، وهذا ما لاحظته من قيام بعض الكُتاب بطباعة مؤلفاتهم من قصص قصيرة وروايات وغيرها من المؤلفات من حسابهم الخاص وبجهودهم الذاتية ومن دون أن تقوم الوزارة بمساندتهم ليس مادياً فقط بل حتى معنوياً!! فالكاتبة القطرية نعيمة المطاوعة على سبيل المثال طبعت كتابها (نبضات من الواقع) على حسابها الخاص وبجهدها الذاتي، والأخ الكاتب محسن الهاجري قام بعمل موقع إلكتروني بجهود ذاتية ومن حسابه الخاص يجمع من خلاله أغلبية الكُتاب الموجودين في الساحة المحلية الذين يكتبون في الصحف الأربع المختلفة تشجيعاً منه للكُتاب وشعاره في الموقع (غايتنا إحداث نهضة في الفكر والرأي، ومهمتنا نشر الكلمة الصادقة والهادفة، وسيلتنا نشر الإبداعات الكتابية لأصحاب الأقلام المميزة) وقد أطلق على الموقع إسم (المميزون) وعنوانه www.almomayzon.com وكأنه بهذا الشعار أخذ دور وزارة الثقافة!! وبعضهم ينشئون مدونات خاصة بهم على الإنترنت لينشروا إبداعاتهم الكتابية فيها وكل ذلك والوزارة في سبات عميق، وما الكاتبان نعيمة المطاوعة ومحسن الهاجري إلا مثال صغير وهناك غيرهما ممن يجتهدون في إثراء الساحة الثقافية، ألا يجدر بالوزارة أن تدعم هؤلاء الكُتاب مادياً ومعنوياً؟ ألا يجدر بها أن تشد من أزرهم؟، من الجميل أن تفتخر أي دولة بحجم مثقفيها وبأعدادهم المتزايدة وهذا الشيء يحسب لها، فكلما ارتفع عدد المثقفين فيها، كانت النظرة لها من الخارج بأنها دولة متحضرة وبأنها ترتقي في الناحية الثقافية والعلمية وللأسف أنه عندما كانت الدوحة عاصمة الثقافة العربية لم تتكرم الوزارة بدعوة الكُتاب القطريين لحضور الفعاليات المقامة ولم تقم باختيار وتكريم المبدعين منهم، فهل أبعدت الوزارة الكُتاب من حساباتها؟ أم أنها لا تعتبرهم من المثقفين؟.أسئلة كثيرة تدور في الذهن من جانب الكُتاب والمثقفين الذين يشعرون بأن الوزارة تهمشهم بل ولا تكترث بهم وربما تكون هذه التساؤلات موجودة لدى القراء وقد يتساءلون أين دور الكُتاب في الفعاليات الثقافية؟ ولماذا ليس لهم وجود؟ فهل اقتصر دور الكُتاب على المقالات الأسبوعية أو اليومية؟ وهم في الأصل بعيدون كل البعد عن الحراك الثقافي!!.ختاماً: يجب أن يرتقي دور وزارة الثقافة ويجب أن تبذل المزيد من الجهد وأن تعمل على تطوير وإظهار كل ما يندرج تحت ظل الثقافة وألا يكون للروتين والبيروقراطية مكان في مكاتب مسؤوليها.شكراً: الشكر الجزيل لكل من تواصل معي وأشاد بمقالاتي السابقة نتواصل اليوم بالكلمة ونتواصل كل يوم بالدعاءخالص تحياتي [email protected]