20 سبتمبر 2025
تسجيلقطر تكسر الحصار المفتعل وتغزو العالم فكرياً المتابع للحراك الثقافي في قطر يجد أننا أفضل البلدان في نشر المعرفة رغم التحديات نحن الأقوى وسنبقى الأقوى لأننا نملك إرادة لا مثيل لها عبر قائد ملهم ومحفِّز نحو الإبداع عندما قال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد في أحد خطاباته التاريخية مع بداية الحصار الجائر ضد قطر : " رب ضارة نافعة " .. كان يؤمن إيماناً راسخاً بان القطريين يمتلكون الإبداع في شتى المجالات والميادين ، ولعل الأزمة الخليجية المفتعلة علمتنا العديد من الدروس ، ومنها مواصلة درب التنوير ونشر الوعي لمواصلة التقدم دون الركون إلى العزلة عن العالم الخارجي ومسابقة الأمم تجاه الارتقاء بالثقافة قبل فوات الأوان . وبالأمس كان موعدنا مع تدشين مكتبة قطر الوطنية .. ذلك الحلم الذي وضع لبناته الأساسية قبل سنوات سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة ، وبمتابعة وإشراف من خلال صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر ، وتم الافتتاح في عهد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد الذي يحمل راية العلم ونشر المعرفة اليوم لخلق مجتمع متطور لا يستسلم ولا يتأخر أبداً عن مواصلة التقدم مع ببقية الشعوب والدول وبعزيمة عالية . وهذا المشروع الضخم : هو مساهمة كبيرة من دولة قطر إلى كل دول العالم ، ولا يقتصر على شعب أو دولة معينة ، بل هو متاح للجميع ، في داخل وخارج قطر دون استثناء ، والذي سيعزز من مكانة قطر في عهد المكتبات الرقمية ذات الجودة العالية في الخدمة، في وقت تتسابق الأمم على تنوير شعوبها بأفضل الوسائل في مجال نشر ثقافة الكتاب وتعدد مصادره ومجالاته ووسائله المتاحة في عصر السرعة . الارتقاء بالإنسان : وقد كنا بالأمس نشهد حفل التدشين لمكتبتنا الوطنية الرقمية ذات المواصفات العالمية والراقية للغاية ، وهو ما يحقق أحد أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 في مجال الثقافة التي هي جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية وأصالتنا التي تجعلنا أكثر اعتزازا وفخرا بهذا الصرح العالمي الذي سيزود الإنسان والإنسانية بالجوانب الهائلة من المعلومات التي يبحث عنها أبناءنا وبناتنا للحاق والتسلح بالمعلومة التي ليس لها أي حدود أو حواجز في ظل التكنولوجيا التي تتطور في كل يوم بل في كل ساعة بأشياء جديدة تكون بمثابة الزاد الحقيقي للارتقاء بالإنسان في المقام الأول . مكتبة تنبض بالمعرفة : وهذه المكتبة – لا شك - أنها شاملة بكل الأفرع والمجالات في الإبداع والابتكار لأنها نبعت من فكرة فريدة من نوعها لمواكبة عصر القراءة وتعدد الثقافات ولهذا فسوف يقصدها كافة أفراد المجتمع ، صغارا وكبارا ، شبابا وشيبا ، وستكون من منابر الاشعار للبحث العلمي وإجراء الدراسات التي لا غنى عنها في هذا العصر ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين . كلمة أخيرة : رغم الأزمات واشتعال الفتن والمؤامرات والحروب التي تحاك في الخفاء داخل منطقة الشرق الأوسط ، قدمت قطر هذا الأنموذج العالمي عبر أول مكتبة عامة بمواصفات مبهرة بعيدا عن المكتبات التقليدية التي تعودنا عليها في الماضي .. ولهذا فسيبقى هذا الصرح خطوة قطرية تواكب من خلالها خدمة الإنسانية بشكل حضاري .. لقد كانت احتفالية التدشين في غاية الجمال والرقي .. فهنيئا لقطر هذا الانجاز.