وكم من ظلم لم يرفعه إلا الكبار

* رأيت كيف نشف ريق (س) ليصل لحقه المستولى عليه، هنا مناسبة لأقول إذا تعرضت لاضطهاد أحدهم لا تسكت، صعد، أيوه صعد، إذا لم ينصفك مديرك صعد لمديره، وإذا لم ينصفك مديره صعد لوكيل الوزارة، وإن لم ينصفك الوكيل صعد وفورا للوزير، (ما تتخضش) لا تخف، على طول على الوزير، استميت لتوصله شكواك بأي وسيلة كانت خاصة إذا اعترضك بعض (حجاب) الوزراء، الممثلين بمديرين مكاتبهم بردودهم المحفوظة، لماذا تصعد؟ لأن ضعفك يغري بالتهامك، سكوتك وابتلاعك لما وقع عليك من ظلم يعني إنك تسمح باستضعافك، واستضعاف قبيلة من بعدك، وكم من ظلم لم يرفعه إلا الكبار الذين يؤمنون أنهم ليسوا بمواقع شرفية تحمل فقط أسماءهم وإنما هم سند، ومساعدة، وإنصاف، وعون لكل ضعيف وقع عليه ما لا يقدر على رده، ولا يستطيع احتماله. مناسبة أن نسدي تحية تقدير لكل أولئك الكبار الذين يرحمون بإنصافهم كل من لا حيلة له في رد ظلم وقع عليه.* ماذا تفعل إذا جاءك أحدهم ليقول لك أريد وساطتك لحل أمر شائك بين اثنين أحدهما له حق بيّن، وآمل بوساطتك الحصول على حق الطرف الأضعف؟ هل تتقي الله واضعا بين عينيك (وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل) أما تميل لطرف دون آخر لأسباب القرابة، أو المجاملة، أو الهوى، أو المصلحة؟ الوقائع بين الناس تثبت أننا كثير ما ننحاز لطرف بغض النظر عن إحقاق الحق! في واقعه اطلعت عليها وسط رجل كريم (ا.ل) حكما بين متنازعين لاستجلاب حق أحد الأطراف، وبدل أن ينحاز الوسيط للحق، انحاز للقرابة، وبدل أن يصلح ويقرب المتخاصمين دفع قرابته للتوجه إلى القسم بشكوى كيدية قلبها الله عليه، ثم كانت المفاجأة أن الوسيط راح يسجل كل كلمة يقولها أحدهم ليبلغها لمن تحيز له بالحرف، دون أن يدري أن الطرف الأضعف سجل هو الآخر اللقاءات كلها، والمكالمات كلها، والمسجات كلها، واحتفظ بها لوقت حاجة آن أوانها! ويا سلام عندما ينقلب السحر على الساحر، ويقيض الله للضعيف من يسلمه حقه وزيادة، ويخرج الوسيط (بسواد الوش) ويا له من سواد! اللهم أعنا على كلمة حق، وموقف حق، والمساعدة للوصول إلى الحق، واجعلنا دائما متحيزين للحق رغبة ورهبة من يوم حساب يفزع فيه من نصر باطلا على حق.* قد يسخر الله لك (إيمان) إنسان بسمو درجة قضاء حوائج الناس وقد ضعفوا عن استجلابها في محنة ما ليكون (الزين) كله مجلوبا بعد عسر شديد، وألم فادح، ثق في عون الله الجالب للأفراح بعد الأتراح.* بعض حكايات عون الناس للناس، ونبل الناس مع الناس، ووجع الناس من أجل أوجاع الناس لا تصدق في وقت طغت فيه (الأنا) ونفسي وبعدها الطوفان، لكن ما زال على الكوكب البشري القاحل صور من الحنان الإنساني البديع الذي يحيل جفاف الدنيا بساتين ورد، قد لا يصدق الناس مع شح المواقف الراقية ما يمكن أن يقدمه البشر للبشر، لكن يظل اثنان يصدقان، الذي قدم الفعل النبيل الجميل والذي استقبله بامتنان تعجز عنه وتتصاغر أمامه كل كلمات الشكر.* العتاب وداد لا يستحقه بعض البشر، لذا لا تمنح (ودك) لمن لا يستحقه، ولا تبذل محبتك لهواة صداقة (التيك أواي) أصلها مضرة بالصحة، ومتعبة للقولون.* نصيحة لوجه الله، لك أهديها علها تكن لي صدقة ويكن لك فيها منفعة (الوقت الذي تضيعه في حمل الميكروسكوب لمراقبة وتتبع أخطائي وأخطاء الآخرين أينما حللت استهلكه في تصحيح أخطائك) أي رأي حضرتك؟ * إلى مجلس الوزراء الموقر* رغم توجيه مجلس الوزراء لثلاث وزارات لدراسة جدية لمعرفة أسباب ارتفاع الإيجارات، لم نلحظ نزولا للإيجارات كما يشيع البعض، فهي كما هي بل زاد عليها تنبيه بعض الملاك على المستأجرين بشطب الالتزام بالصيانة ليقوم بها المستأجر بدلا من المؤجر!! يا مجلس الوزراء الموقر ماذا نفعل ومتى نرى ثمرة لجهدكم المشكور؟؟* طبقات فوق الهمس* للصديقة الغالية مريم، مبروك عودة الأحبة بالسلامة، متعك الله بسعادة قرب لا فراق بعده أبدا.* اترك الأخبار، الجزر الضائعة، المظاهرات الصاخبة، المسؤول الفلاني يقر ثم يرجع في كلامه، شبابيك إعلامية تؤجج الفتن، حقوق ضائعة وحقوق ستضيع، نيران صديقة، اترك كل هذا، فالهراء لن ينتهي، وتأمل الحقيقة الوحيدة المصورة في كلام قرأته يقول: (وفاة تلو الأخرى، وجنائز لا تنتهي، إلهي إن كنت أنا القادم، فأحسن خاتمتي، واغفر ذنبي، وثبتني عند السؤال، وسخر لي من يدعون لي).