19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قبل 2003، كان العراق يمثل جبل الصد والحائط المنيع الذي يقف بوجه رياح الشر المقبلة من جارها الشرقي، وكان شوكة دامية لكل من تسول نفسه أن يهدد كيان الأمة ورموزها وعروشها، فما بالكم لو قدر في حينها أن تتوحد جيوش العرب، والعراق يلهج ألقًا بين أشقائه؟ هل تستطع تكنولوجيا الشر أن تغرس دبوسا في رمال صحرائه، أو ترمي حصى في أنهاره وبحاره؟! الجواب قطعا..لا؛ إذ بعد أن هد هذا الجبل، أصبح الوضع مختلفا ومخجلا للغاية وكل شيء مباح، فاحتلال عاصمة الرشيد غير معادلة القوة إلى وهن وقلب موازينها إلى خنوع وتحكم.إن العلاقات بين الدول تقوم على أساس المصالح وليس على خراب الشعوب، وعندما تتجاوز طبيعة هذه العلاقات حدود الاحترام والمعقول وتتعدى على جميع الأعراف والقيم الإنسانية، فهذا يعني، أن الهدف الحقيقي من تلك العلاقات هو وجود النية السيئة في إقامتها، وخير دليل على ذلك ما تقوم به، أمريكا وإيران من عبث في شؤون العرب الداخلية، متجاوزة بذلك حدود المنطق، عندما أزاحت بعض أنظمتها السياسية التي يعدها الغرب الخطر الذي يهدد مستقبل أطماعه في المنطقة.لقد كان العرب وعلى مر التاريخ مصدرا للسلام ومنارا للعلم وصناعا للحضارة في أرجاء المعمورة، وإذا أردنا أن نتحدث عن الإرهاب، فالعالم اجمع يعلم أن بذرته ومصدره الأول هو بلاد الغرب وأعداء الكنيسة "وليست المساجد التي يرفع فيها اسم الله، ولكن بعد أن تخلخل ميزان العرب وانحنى عودهم وتشتت إرادتهم، أصبح الغرب يتهمهم بالقتلة والإرهابيين ويتبع معهم إستراتيجية منهجية، هدفها ضرب الإسلام في مقتل والقضاء عليه بلا رجعة وقد تجلى هذا الأمر من خلال تفويض أمريكا، بصفتها زعيمة العالم الغربي اليوم ليتحقق هدفها خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، متبعة أساليب وأشكال متعددة من حيث المنهج والسلوك، تتلخص بالآتي: 1. نمط التصادم المباشر: الذي يتمثل بالبعد الاقتصادي والسياسي والعسكري وخير مثال لهذا النمط هو باكورة عمل التحالف الصهيوأمريكي_الإيراني، الذي حصل في العراق، نتيجة غزوه واحتلاله، تحت مسميات ومسوغات وهمية باطلة، شرعنت عمله البربري، وقد أثبتت الأيام بطلان هذا المسوغ، مما جعل القوات الغازية والمحتلة تدفع ثمن هذا العدوان، وتغرق نفسها في مستنقع دامٍ على يد المقاومة الوطنية الشريفة ليتحول بعدها التحالف الغربي إلى استخدام أسلوب جديد في التعامل.2. نمط خلق الصراعات وتشجيع النزاعات: الذي يقوم على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية بين المكونات، مع الأخذ بنظر الاعتبار تبني ودعم أحد أطراف النزاع بالمال والسلاح والتخطيط والتدخل لصالحه ثم الوصول إلى الحرب الأهلية بين الطوائف المتصارعة وقد نجحت تجربة هذا النمط في أفغانستان والسودان مرورا بالعراق وليبيا ومصر وسوريا واليمن، من خلال تأجيج الفتنة وإيقاظها بعد أن كانت نائمة طيلة عقود من الزمن، فتحقق لهم ذلك بإصابتهم جسد المجتمع العربي وشرخ نسيجه وزرع الحقد والبغضاء فيه.3. نمط المواجهة العسكرية ذات البعد الاقتصادي: الذي يعتمد على التحول من المواجهات، والنزاعات الداخلية إلى المواجهات العسكرية الخارجية بين الدول العربية، وتبني وجهة نظر أحد الأطراف وتعضيدها، وإطالة أمدها من خلال الدعم العسكري والمالي والدولي، بدليل أن الغرب استطاعوا أن يسخروا المال العربي في خدمتهم بحجة محاربة الإرهاب الذي أنشأته ودربته ومولته وغذته بالفكر السيئ والمتطرف داخل دوائر مخابراتهم، ليكون أداة بيدهم ساعة الصفر، ويهدد بلدان العرب والمسلمين، فالغرب لا يريد الإسلام الذي يفرض نصوصا يحكم بها المجتمع. بل يريد إسلاما مفصلا على دولهم، حتى يقولوا للعالم نحن نشجع الديمقراطية في البلدان الإسلامية التي تقف وراء الممارسات الاستبدادية التي أنتجت الإرهاب وتبعاته.