13 سبتمبر 2025
تسجيلالآن.. استطيع أن اقول وداعاً المسرح القطري.. الآن اعتذر عن المشاركة أو حضور أي فعل مسرحي في بلدي.. الآن وبعد أربعة عقود من عمر الزمن ابتعد بمحض إرادتي عن المسرح الذي ساهمت مع رفقاء الدرب في بلورة العديد من اطره.. محلياً وعربياً.. الآن أقول وداعاً لأنني قد اكتشفت أن تواجدي يشكل غمة في بعض النفوس.. وارمي خلف ظهري سنوات الممارسة والبحث والمشاركة وتقديم الدراسات النقدية والأخذ بأيدي الأجيال المتعاقبة.. الآن أكسر قلم الناقد الذي ساهم بدور ما.. حتى استريح واريح أحدهم واقطع على أنفاسه الاسترسال الفج وبعض الوعود.. الآن.. آن الأوان أن اعتذر عن رفقاء الرحلة المناعي، الرميحي، السليطي، غازي حسين، هدية سعيد، سعيد المناعي، صالح المناعي، جاسم الأنصاري، ناصر عبدالرضا، حمد عبدالرضا، فالح فايز، محمد حسن، علي سلطان، عبدالله عبدالعزيز وغيرهم.. واعتذر عن ابنائي أحمد مفتاح، فهد الباكر، فيصل، العسم، عقلان، سالم، ربشة وغيرهم، وقد يكون ابتعادي قصيرا أو قد يطول.. لأنني سوف أعود وأمارس دوري عندما ينزاح الغمة، ابتعد كما اسلفت حتى اريح أحدهم من مشقة تواجدي واريحه من استعمال القلم الأحمر لشطب اسمي من أي فعالية مسرحية عربية.. اريحه حتى لا يهرول كي يحضنني وهو يحمل في يده الأخرى خنجراً مسموماً.. ومع هذا فإنني أحمد الله واشكره.. لأنه مقسم الأرزاق.أنا سعيد مع هذا لأنني متواجد عبر اسمي وجهدي وعطائي في جل الفعاليات المسرحية العربية لأنني اقدم صورة حقيقية عن المسرحي في هذا الوطن المعطاء.. نعم قطر الترنيمة المرسومة على شفاة ابنائها والمرسومة على شغاف قلوبهم.. لذا فإن ابتعادي حتى ينام ذلك الإنسان قرير العين! إن ابتعادي حتى لا يتباهى أمام الآخر بقدرته على تحجيم الآخر.. ذلك أن المناصب لا تدوم.. ومع هذا فقد غابت عنه تلك الحكمة الأزلية.. أو مر عليها مرور الكرام.. مع أن الحكمة تحتل مكان الصدارة فوق باب- قصر السيف العامر- في دولة الكويت "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك" أو لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك.. عفواً لقد اعتقدت أنك تعرف القراءة والكتابة.. ولكن من الواضح أن الأمر بخلاف ما اعتقدت..!!