23 سبتمبر 2025

تسجيل

عودة الوحدة للسودان هي الحل

18 أبريل 2012

بالأمس أعلن البرلمان السوداني اعتبار حكومة جنوب السودان "عدواً" للخرطوم ويأتي هذا القرار بعد أن احتلت قوات الجنوب حقل إنتاج النفط السوداني في منطقة هجليج. وبعد هذا التصويت دعا رئيس البرلمان إلى الإطاحة بحكومة جنوب السودان وقال أحمد إبراهيم الطاهر "نعلن أننا سنصادم الحركة الشعبية إلى أن ننهي حكمها للجنوب". هذا التطور الخطير بين شمال وجنوب السودان ينذر بعواقب كارثية على السودان بضفتيه وشطريه الشمالي والجنوبي والخاسر الأكبر سيكون الشعب السوداني ومعه الشعب العربي لأن استقرار السودان يمثل أهمية خاصة للأمن القومي العربي خاصة بالنسبة لأمن المياه الذي يعتبر الرئة والشريان الحياتي للشقيقة مصر. إن إعلان الخرطوم أن حكومة جنوب السودان هي العدو يعني أن الحرب قد بدأت بين الدولتين واللتين كانتا قبل يوليو 2011 دولة واحدة رغم تلك الصراعات التي استمرت بينهما من عام 1983 إلى 2005 والتي راح ضحيتها الآلاف من القتلى والجرحى. وكان يوم هذا الانفصال من الأيام السوداء في حياة الأمة العربية وحلمها في الوحدة فبدلاً من أن يرى المواطن العربي قيام وحدة بين الأقطار العربية نشاهد اليوم انفصالات وانقسامات في الدول العربية، فالاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 بات يهدد العراق بالتمزق والتشرذم خاصة كردستان العراق الذي هدد الزعيم الكردي مسعود البرزاني منذ أيام بإجراء استفتاء بهذا الجزء من التراب الوطني العراقي للانفصال عن الوطن الأم. وها هي الثورة الليبية تظهر لنا بعض الأصوات التي تنادي بالفيدرالية وما اعلان برقة الانفصال ومحاولة تكريس الفيدرالية إلا دليل على تكريس هذه المحاولات الانفصالية. وانفصال جنوب السودان عن شماله ترجمة لمثل هذه المحاولات التي تقف من ورائها القوى المعادية للأمة العربية وللحلم العربي بالوحدة العربية وهذا ما يترجم المشروع الأمريكي-الصهيوني في تقسيم المقسم وتفتيت المفتت ولعل اعتراف العدو الصهيوني بدولة جنوب السودان الذي جاء سريعاً يبرهن على أن الصهيونية هي اللاعب الأساسي في هذا المخطط التقسيمي للوطن العربي وسبق أن حذرنا من محاولات هذا العدو خاصة بجنوب السودان. وبالأمس أكد الرئيس السوداني البشير أن جهات أجنبية تقف وراء محاولات دولة جنوب السودان في العدوان على أراضي السودان الشقيق وهذه الجهات وإن لم يسمها هي العدو الصهيوني، لهذا فإن من متطلبات حماية السودان وشعبه من هذا العدوان لابد من عودة الجنوب إلى الوطن الأم تماماً كما حدث في عودة الوحدة بين شطري اليمن الجنوبي والشمالي. إن العمل على عودة جنوب السودان إلى الوطن الأم لابد من تحقيقه فوراً بكل الوسائل والأمة العربية مطالبة اليوم بتحقيق هذا الهدف للمحافظة على الأمن القومي العربي، فعودة الوحدة للسودان هي الحل.