15 سبتمبر 2025

تسجيل

لغتنا العربية.. نظرة مستقبلية

18 أبريل 2011

إن زيادة الاهتمام باللغة العربية، وبتعريب المصطلحات العلمية والفنية في شتى مجالات المعرفة والعلوم، وضرورة استخدام العربية كلغة تدريس في جميع المستويات والمراحل التعليمية، ومحاربة الدعوات المشبوهة التي تشجع اللهجات العامية والهادفة إلى إحلالها محل الفصحى في مجالات التعليم والصحافة والإعلام، كل هذا بات أمرا ضروريا لحماية لغتنا الفصحى. كما أن لغتنا مرتبطة بالإسلام والثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية ارتباطا وثيقا، قال تعالى: (وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا)، "الشورى: 7"، وقال عز وجل: (كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون)، "فصلت: 2"، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ألا أن العربية اللسان" وأن المحاولات المشبوهة لمهاجمة الفصحى إنما هي محاولات باغية لفصل حاضر هذه الأمة عن ماضيها وعن تراثها، ومحاولة لعزل أجيال الأمة عن قرآنها وسنة نبيها، ومن مصدر ثقافتها وحضارتها وتراثها. لولا القرآن المجيد، ما خلدت العربية عبر القرون والعصور، ولولا العربية، لما فهم المسلمون رسالة الإسلام حق فهمها، ولقصروا بالتالي في فهمه، والعمل به: (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)، "الزخرف: 1"، فالقرآن والعربية، صنوان لا يفترقان، وكل المحاولات لفصلهما ليست من الإسلام والعروبة في شئ. ومن هنا فإن الاهتمام بالعربية شعيرة من شعائر الإسلام ومحور أساسي من محاور الثقافة الإسلامية بصورة عامة، ولعل من الأمور التي يجدر التنبيه إليها ما يلي: 1- ضرورة تشجيع التكلم بالفصحى كشعيرة من شعائر الإسلام ومحور من محاور الثقافة الإسلامية. 2- ضرورة تبني الجامعات العربية اللغة الفصحى لغة التدريس الجامعي في جميع الميادين المعرفية، دفعة واحدة، وبدون أي تسويف، هذا، إذا أردنا لخريجي جامعاتنا أن يحافظوا على هويتهم وأصالتهم، وأن يفكروا بلغتهم وبعقولهم، لا بلغة غيرهم وعقول الآخرين. 3- ضرورة دعم مجامع اللغة العربية في قيامها في تعريب المصطلحات وعمل الترجمات والتنسيق فيما بينها لتوحيد منهجية التعريب، وتوحيد المصطلحات وإصدار المعاجم والقواميس، التي تكون في متناول المثقف العربي والمسلم لتعينه على فهم علوم البصر وحضارته. 4- يجب التصدي بكل حزم وبالتشريعات الضرورية لكل محاولات تشبه مجتمعاتنا بالغرب باستعمالها المصطلحات الغربية كما هي في أمور معيشتنا المعاصرة، من مطعم ومشرب وملبس ومسكن، وفي أمور التجارة والعمل، وأن يستبدل بها المصطلحات العربية، أو التي توافق عليها المجامع اللغوية، فتلك أمور إن لم نتلافاها فإنها توجد مناخات غريبة في عقلياتنا وأنماط حياتنا الاجتماعية العربية والإسلامية، وتؤثر سلبا على حياتنا الثقافية الأصلية.