13 سبتمبر 2025
تسجيلاستراتيجيات، أولويات، خطط قصيرة وطويلة المدى، خطط خمسية، خطط عشرية، خطط سنوية، خطط قوية محكمة، اجتماعات، تشكيل فرق عمل ولجان، جهود تبذل، سفرات، تعاون مع جهات خارجية ومراكز استراتيجية، لقاءات، أوقات نفيسة، أموال طائلة، أحاديث صحفية، تصريحات، سياسات، إجراءات، لوائح، برامج، مشروعات... وقائمة طويلة لا تنتهي. مسؤول يذهب ويرحل وآخر يأتي ويأتي معه بجديد ينسف ما بناه المسؤول الذي قبله، وكأنه المنقذ والفارس الذي يمتطي جواداً غير الذي يمتطيه الذي سبقه، ويرحل هذا وينسف ما بناه الذي قبله، وهكذا العجلة تدور بدون إنجازات ونتائج وثمار تلمسها هذه المؤسسة وغيرها، وتتأخر أو تقف حركة المؤسسات عن أداء دورها كمؤسسة في المجتمع، وكأن هذه المؤسسة هي مؤسسة لشخص معين أو فئة معينة.. أهكذا تدار المؤسسات؟! وإلى متى نعيش في هذه الدائرة المغلقة الضيقة؟! كل هذا وغيره سيظل حبراً على أوراق ولو كانت في أحسن طباعة وإخراج فني. إن تدعيم وتأكيد وتعزيز القيمة المؤسسية والعمل لها، والبعد عن الشخصية والفردية في مؤسساتنا، وتأصيل القناعات النابعة من أهمية البناء المؤسسي الحقيقي والصحيح، واستمرار الروح المؤسسية؛ هي الأهم الأول والأخير، ومعرفة كل من في المؤسسة دوره وحدود صلاحياته، وعلاقته كذلك الواضحة بهذه المؤسسة، ولا تتأثر بتغير المسؤول، ولا بتغير أفراد المؤسسة. لماذا لا نُكمل المسير؟ كل يكّمل الآخر وما بدأه وما انتهى إليه، ولا يزعجنا إذا تم تعديل وتحسين هذه الخطط والسياسات والإجراءات بما يخدم مصلحة المؤسسة والعمل. قال صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضاً" قيمة وتوجيه نبوي واضح ورشيد ومسدد يؤكد على نجاح المؤسسية، والكل يُكمل المشوار ويشد من أزر أخيه من تعاون وتكاتف وتآلف وتناصح "الرجال يرحلون وتبقى القيم والثوابت والمبادئ". فما سطر ودوّن في الأوراق من رؤى واستراتيجيات وأهداف وخطط في مؤسساتنا، نرجو ألا يكون حبيس الأدراج فتمتلئ هذه الأدراج بمرور الزمن، وتضيع وتذبل معها الطموحات والأمنيات والمبادرات والأفكار وتتشتت وتضعف المؤسسات. ومضة قال الحسن البصري رحمه الله "لا تكن شاة الراعي أعقل منك، تزجرها الصيحة وتطردها الإشارة".