13 سبتمبر 2025

تسجيل

على مبارك.. لا حزن.. لا أسف.. لا تعاطف

18 أبريل 2011

ارتياح عظيم بصوت العدل العالي، ارتياح عظيم وقد تسيد الأبيض على الأسود، لا حزن على مبارك، لا أسف، لا تعاطف، الكل يريد محاكمته وينتظرها لأنه ضيّع مصر. ودار الزمان، وتغير وضع الركبان، فصار الراكب ماشياً، والماشي راكباً، هكذا ببساطة مذهلة حدث ما لم يكن ولا حتى في الأحلام، هكذا ببساطة مفرحة مبكية لملم العدل العصبة (المفترية) ليضعها خلف القضبان الحديدية ليحاسبها بعد أن استحلت أموال الشعب، وسرقت دمه وثرواته وتركته (على الحديدة) وهو صابر ساكت على ما يرى من فساد مالي، واستبداد سياسي، وقهر سلطوي إلى أن فاضت الكأس بالمرار والأسى، فكانت ثورة الشعب البهية بلا طلقة، ولا بندقية! اعتدل المقلوب وآن للحقيقة أن تزيح الستائر لتسطع كشمس تعمي العيون المنافقة، وتفضح الأيادي السارقة، الفاجع أن يهدد مبارك بملاحقة شعب مصر المحروسة قضائيا لاتهامه وأسرته بفساد الذمم، ويبدو أن (أبوعلاء) لم يلحظ بعد ثلاثة عقود من حكمه أن 40% من شعبه يعيش تحت خط الفقر، وأنه وزمرته قد جمعوا من دم الغلابة (بلاوي) لا تعد ولا تحصى، ولم يلحظ أن شعبه المتهم بالتعدي عليه تعب من كثرة تعليماته بشد الحزام، شد المصريون الحزام عقوداً ظناً منهم أن البلد في ضائقة مالية ضخمة، شدوه حتى انقطع، ثم جاءت الثورة الفتية لتكشف جرائم فساد تذهل العقل، ففي الوقت الذي كان فيه المصريون يشدون الحزام كان النظام و(حبايب) النظام يجنون من خيرات مصر، ودم شعبها الصابر مليارات تفر كالعصافير إلى خارج الحدود لتعيش ببنوك (بلاد برة) "في تبات ونبات وتخلف صبيان وبنات"، ويبدو أن السيد الرئيس لم ينتبه في زحمة مسؤولياته ومشغولياته واستخفافه بأنه مدين باعتذار لشعبه العظيم عن كل الآثام، والنهايب، والبهدلة، والفقر، وضياع العافية، وسرطنة الأرض الزراعية، وضحايا غرقوا بعبَّارات الموت ليأكلهم السمك، ولشباب حرمهم فرصة عمل، فهربوا إلى جحيم الاغتراب فانقلبت بهم القوارب ليموتوا غرباء بقاع بحار غريبة لا يكفنهم أب ولا يشيعهم أحبة، لم ينتبه إلى أنه مدين باعتذار للأسر التي راحت فلذاتها وأحبتها في محارق القطارات المتهالكة، وللقرى التي شربت مياه المجاري مع دموع صبرها العظيم، ولمنظومة التعليم التي انهارت لتخرج بعد عقود التألق من كل المعايير العالمية المحترمة مستقرة في القاع، لم ينتبه إلى أنه مدين باعتذار لكل المصريين الذين اعتقلهم أمن الدولة ودفنهم بعد تعذيب أفضى إلى موت في سراديب مقاره، ولكل الذين اعتقلوا دون جريرة من عقود، دون زيارة واحدة في محابسهم المجهولة، ولأسر الأسرى المصريين الذين داستهم إسرائيل بدباباتها وهم أحياء دون أن يطالب لهم بـ"ديّة"، بل تناسى ملفهم عامداً من أجل عيون إسرائيل الصديقة، لم ينتبه السيد الرئيس إلى أنه مدين باعتذار عظيم عن جريمة تصديره الغاز لإسرائيل وحرمان مصر منه ليقف شعبها طوابير كي يحصل على أنبوبة غاز يطهو عليها طعامه المسرطن الذي سقته مواسير الصرف الصحي، وباعتذار عن جريمة إغراق مصر بالحشيش والبانجو وضياع الشباب بالمخدرات والإدمان التي جلبها (النافذون) ليصبح غد مصر مضعضعاً، خاوياً، مسلوب القوة والإرادة ولتنعم إسرائيل بنكبة شباب ضائع لن تضربهم بطائرة ولا صاروخ لأنهم (مضروبون) أصلاً بالمخدر، وباعتذار لمصر الجميلة التي تم فيها أفظع عملية تجريف، تجريف كل شيء الأرض، والقيم، والتعليم، والصحة، والإعلام. لم يفطن مبارك في موطن مهم فيه الاعتذار أن يعتذر لمصر التي أهانها، وأفقرها، وحط من قدر شعبها العظيم، بل إلى الآن ورغم وجود الزمرة خلف الأسوار مازال الأشرار يعيثون فساداً في الأرض ليقول أهل مصر المحروسة (ولا يوم من أيامك يا مبارك) وقد افتقدوا الأمان، وليطمئن المحبوسون، لن يقول شعب مصر ما أراده الغوغاء اتباع النظام، خلاص فهم الناس جميعا أن كل تخريب يحدث في مصر ينسب إلى الثورة الحقيرة المضادة حتى يشعر الناس بأن السابق كان أفضل، سيصبر الشعب الحر على أوجاعه وضوائقه وأحزانه، سيضمد جراحه العميقة الغائرة وسينتصر على ألمه، وسيبنى من جديد رغم الهدم الكثير وضياع عقود في نير استغلال السلطة وتسلطها، وستتعافى مصر الجميلة من جديد وستشرق كأجمل ما يكون الإشراق في ظل رعاية كل مصري شريف آمن بالثورة الشريفة فعمل وغنى (مصر التي في خاطري وفي فمي، أحبها من كل روحي ودمي) ومهر الحب البناء. * * * طبقات فوق الهمس قلتها إزي حضرتك، ما اسمك وعمرك ومهنتك، قالت بالراحة شويه يا واد، أنا اسمي حكومة الفساد، هل عندك أولاد؟ قالت كان عندي وزارة أبهة مافيش في الدنيا زيها، وكان عندي وزراء أشاوس، ما لهم من منافس في توزيع (البلا) بالقسطاص، على جميع الناس، بلاء مختلف المقاسات، فصلناه للشعب جلاليب وجاكتات، ووزعنا عليهم وجبات بيتزا عائلية من ماركة النزاهة والشفافية، وأعطينا للغلابة في الحواري زجاجات مياه معدنية من المجاري، وعملت لهم عزومة من لحم الديمقراطية المسمومة، وأنعمت على كل بائس وتعيس بصورة الهانم والرئيس، حتى ينال البركة والحصانة ولا يتهم بالخيانة، يعني دلعت الشعب آخر دلع لغاية ما ساق فيها واتمرع، قلت اختصري الكلام كيف متى يا مدام؟ هل موتى موتة ربنا، قالت احتضرت عندما بدأ الحديث عن طبخة التوريث، وموضة زواج السياسة بالمال، والوزراء رجال الأعمال، الذين باعوا الأرض والعيال، يعني استعملنا دواء فاسد المفعول، واعتقدنا أن الشعب مسطول، وهو الأرنب وأنا الغول وبعد مقتل خالد سعيد الشهيد طلع لي وائل غنيم العنيد، وبعت لي على الإيميل شعرا يقول بانت أمورك الحقيرة وكشفت لعبتك الخطيرة، فتمسكت بالعناد وقلت "انت بتهزر معايا يا واد؟ وقطعت المحمول والنت واخذت أعجن وألت، لم أعبأ بالمظاهرات المليونية وقلت طظ فيك انت وهو وهيه، كنت فاكرة الشعب بينكت، لكن الأمور عكت". (ياسر قطامش)