26 أكتوبر 2025

تسجيل

نجوم من بلدي (33)

18 مارس 2017

في تلك الأماسي.. وأعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ونحن في بيت عامر بشتى أنواع المعرفة الإنسانية، فكراً وثقافة، ومناوشات في إطار الموسيقى والشعر والغناء، كان هذا الشاعر اللغوي يحتل مكان الصدارة.كان ذلك ولسنوات عدة في منزل الموسيقار المرحوم عبدالعزيز ناصر، الذي خلق فجوة برحيله المفاجئ، كان الفارس اللغوي عبدالله محمد الجابر، يفتح في كل مناسبة صفحات من غرائب اللغة، ويطرح المقارنات بين الفصحى والعامية، عبدالله الجابر أحد حراس اللغة، لغة الصفاء.. لغة القرآن.وهو أحد أبرز المتخصصين في هذا الأمر، بجانب كونه شاعراً متميزاً وإن كان مقلاً في إثراء مكتبة الشعر.. وعبر مفرداته صاغ المرحوم الموسيقار عدداً من الأغاني، لا يمكن الحديث عن عبدالله الجابر بمعزل عن رائعته "آه لو تدري وتعلم" هذا المبدع القطري مثل أقرانه لا يبحث، مثل بعض النماذج، عن الشهرة الزائفة، وكان بمقدوره أن يعلن عن بدء مرحلة أخرى من الشعر القطري منذ أن أصدر ديوانه الأول منذ سنوات الذي حمل عنواناً رومانسياً "حبيبتي" وتوقف لسنوات حتى أصدر في هذا العام 2016 "الكلام الصحيح في اللسان الفصيح" الذي قدمه على أساس أنه الجزء الأول، ولكن ما نتمناه بحق أن يلحق بالإطلالة، أجزاء أخرى كي تشكل جسراً للتواصل مع إبداعات مبدع قطري ارتبط باللغة دراسة، وتجربة حياة.. ذلك أن هذا الغيور على اللغة، أسوة ببقية زملائه يرى كيف أن اللهجات قد غلفت واقع الأمة من المغرب إلى المشرق.وكيف أن الإنسان قد هجر لغة الأمة، ففي شمال إفريقيا مثلاً اختلطت مفرداتنا مع مفردات كورنيه وراسين، وفي الشرق الهم أكبر عبر غزوات الآخر لنا، حتى أننا أصبحنا نتكلم بلهجات الآخر حتى يفهم الآخر المطلوب، لذا فقد حاول هذا اللغوي أن يقوم بدور ما، حرصاً على لغة ترنم بها الإنسان منذ أقدم العصور، يقول أحمد شوقي:إن الذي ملأ اللغات محاسناًجعل الجمال وسره في الصفاءذلك أن لغة الصفاء، لغة خالدة، كيف لا.. وهذه اللغة مرتبطة بالقرآن الكريم، أعظم كتاب أنزله الله تعالى على رسولنا الكريم لهداية البشر لغة فيها التكامل. وفيها المعجزة والبلاغة، ولذا كان انتشاره مع أن هذه اللغة لم تكن معروفة مثل القرآن الكريم، إن أمثال الصديق عبدالله الجابر من القلة، وهم بحق حراس اللغة العربية، يحاولون أن يقفوا سداً منيعاً أمام الغزو من قبل الآخر، هذا الغزو الذي أصبح واقعاً وتياراً جارفاً.. وكأنما هم الآخر أن يقفز فوق آخر سور من أسوارنا!!