23 سبتمبر 2025

تسجيل

أصدقاء ليبيا.. والحفاظ على وحدة ليبيا

18 مارس 2012

الاشتباكات الدامية التي شهدتها بنغازي بالأمس والتي راح ضحيتها قتيل وعشرات الجرحى بين المطالبين بالفيدرالية والمعارضين لها تشكل خطراً على وحدة التراب الليبي بل انها جرس إنذار ليقف الجميع أمام مسؤولياتهم وخاصة أصدقاء ليبيا الذين وقفوا مع الشعب الليبي للخلاص من الدكتاتور معمر القذافي والذين ساهموا في تحرير هذا الشعب من ظلم وقهر وتعسف نظام جثم على صدور الليبيين أكثر من أربعين عاماً. هذا الصراع الذي نشاهده الآن بين الشعب الليبي يجب ألا يكون وأن يتوقف فوراً وأن يساهم بوقفه ويعمل من أجله كل من وقف مع الشعب الليبي في ثورته لأنها مسؤولية أخلاقية ووطنية وقومية وهذه المسؤولية يتحملها أصدقاء ليبيا في المقام الأول لأن مثل هذا الصراع يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس، وبالتالي ستؤدي إلى تفتيت وتقسيم ليبيا خاصة أنها تأتي والدولة الليبية لم تلملم جراحها بعد ولم تنهض بعد من ركام ما خلفته تلك الحرب على الدكتاتور وأعوانه وفي ظل غياب دستور للبلاد ينظم أسلوب حياة الليبيين سياسياً واقتصادياً ويحدد شكل الحكم وطبيعته. إن دعوات بعض الليبيين وخاصة في "برقة" الغنية بالنفط بالفيدرالية سيجعل من ليبيا عرضة لحرب طاحنة بين الشعب الليبي لأن عزل برقة الغنية بالنفط سيحرم أهالي المناطق الأخرى من ثروة هي لجميع الشعب الليبي، وبالتالي فإن المناطق الأخرى لن ترضى بمثل هذه الفيدرالية التي تحرمهم من حقوقهم يضاف إلى ذلك ضعف الدولة الليبية وتفتيتها وهذا ينسجم مع مخطط أعداء ليبيا وأعداء الأمة العربية الذين يخططون إلى تقسيم الدول العربية إلى كيانات وطوائف وقوميات وبدأ هذا المخطط بالفيدرالية العراقية التي أقرها الدستور العراقي الذي رسمه وكتبه الحاكم العسكري الأمريكي – بريمر – بعد احتلال العراق وها هو شمال العراق في كردستان العراق يجسد هذا التقسيم الفيدرالي بعلم كردي وميزانية خاصة وحدود معينة وكأنه أصبح دولة في داخل دولة. المطلوب الآن من جامعة الدول العربية أن تبادر فوراً للعمل على الحفاظ على وحدة ليبيا واستقلالها وتمنع محاولات التقسيم حيث يطالب البعض بالفيدرالية التقسيمية، كما أن أصدقاء ليبيا تقع عليهم المسؤولية في الحفاظ على وحدة ليبيا.