14 سبتمبر 2025
تسجيلالعاشر من شهر فبراير 1918 من الميلاد، رحل السلطان العثماني السلطان عبدالحميد الثاني رحمه الله، الحاكم الحازم الثابت في مواقفه مع أعداء الأمة والدين، خاصة مع بني صهيون، وسطر اسمه في سجلات التاريخ مع القادة الكبار، وما زالت صفحات العزة والكرامة تذكره بالخير والألسن تترحم عليه، وغيره دوّن اسمه في صفحات الخيانة والانبطاح والذلة، ولا أحد يذكره إلاّ مع من أضاع وباع حقوق الأمة في أرض أولى القبلتين وثالث المسجدين أرض فلسطين المباركة. وكأننا نرى بني صهيون وأتباعهم أرادوا أن يذّلوا ويهينوا بني عرب في مؤتمر وارسو، وكأننا نرى أن السلطان عبدالحميد الثاني رحمه الله الذي لم يركع ولم يوقع لمغريات وشروط بني صهيون وأذنابهم، يقولون لبني عرب أنتم ستركعون لشروطنا ومغرياتنا وستدفعون كل شيء لسلام واهن واهم ولن تحصلوا على أي شيء بعدها في صفقة الذل والقرن. قال الله تعالى في كتابه آيات واضحات (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ). السلطان العثماني رحمه الله رفض الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين المباركة إلاّ للزيارة، ومنعهم من الإقامة والاستقرار فيها، ورفض أن يبيع لهم الأراضي، والتطبيع معهم. وقد بذلت بريطانيا صانعة الشر في عالمنا العربي والإسلامي، عدة محاولات لإقناع السلطان عبدالحميد رحمه الله، وكلها باءت بالفشل، من خلال الإغراءات المالية، لأن الدولة أتت عليها أزمة مالية كبرى، وأرادوا أن يكسروا ظهره وتركيعه بهذا الإغراء المالي الفاحش، وما استطاعوا. وما زال أعداء تركيا ومعهم الرويبضات من بني عرب يتربصون ويضمرون العداء ويريدون لها الضياع والانهيار والانكسار-حفظ الله تركيا أرضها وشعبها وقيادتها وجيشها-. نعم.. ستظل مواقفه وصلابته في الحق «السلطان عبدالحميد الثاني رحمه الله» شاهدة له في صفحات التاريخ الناصعة مع الكبار، برفضه استقبال الوفد اليهودي الصهيوني في اسطنبول، الذي أراد مقابلته وعرض مساعدات مالية، للدولة العثمانية حتى يقبل بيع أراض في فلسطين لليهود، لا كما يفعل بنو عرب في الذهاب لهم واستقبالهم والتودد لهم، فرق بين من يريد العزة والكرامة لأمته، ومن يذهب ويقابل ويبتسم في وجه سفّاح قاتل مجرم حرب ومن معه على طاولة الذل والإهانة والانبطاح. وصدق من قال: إن صافحتْ يدُهُمْ أيدِي صهاينةٍ حسبي من الفخرِ أنّي ما مددتُ يدِي قال السلطان عبد الحميد رحمه الله لهم ولكبيرهم الصهيوني «انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جديدة في هذا الموضوع، إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني بل ملك للأمة الإسلامية، التي جاهدت في سبيلها وروتها بدمائها. فليحتفظ اليهود بأموالهم وملايينهم وإذا مزقت يوماً دولة الخلافة فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن؟ أما وأنا حيّ فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بترت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون. إنني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة». ◄ ومضة صدقت أيها السلطان رحمك الله.. نعم « فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن». [email protected]