19 سبتمبر 2025

تسجيل

في ذكرى استشهاد مؤسسهم، ماذا تعرف عن الإخوان؟

18 فبراير 2016

قبل سبعة وستين سنة من الآن وتحديدا في يوم 12/2/1949 اغتالت يد شريرة مؤسس الإخوان المسلمون ومرشدهم –حسن البنا– أمام مبنى جمعية الشبان المسلمين فيما كانت جماعته في حالة تصادم مع الإنجليز في مصر ومع العصابات الصهيونية في فلسطين وفيما كانت حركته تنتشر وتتوسع في الجهات الأربع من بلاد الأمة.. وكم حاول أعداء الإسلامية أن يغتالوا سمعتهم بعد ذلك وصولا لما أعلنته بعض النظم من اعتبارهم حركة إرهابية..لكن هذه الشجرة المباركة لا تزال تنمو بثباتها وتشمخ بكبريائها وانتصاراتها في أعالي سماء العزة وما من مرة خيّرت الشعوب بينهم وبين كل الاتجاهات إلا وفت لها وردت المعروف بالمعروف والفضل بالفضل فتقدمت على جميع خصومها وكسحت كل أعدائها.. فهل تريد أن تعرف الإخوان المسلمون بعيدا عن التهويل والتهوين؟ فتعال إذن أحدثك لأقول لك: الإخوان يأخذون الإسلام متكاملا من غير تجزئ، ويرونه صلاحية مطلقة من غير تزمين أو تجنيس، ويسعون لتحكيمه كتكليف رباني بعيدا عن الانتهازية ومغالبة الخصوم، وهم يفرقون بين المبادئ الثابتة والسياسات والوسائل المتغيرة شريطة أن لا يقع التناقض بين الجهتين.. فقد يحكمون في المسألة الواحدة بحكمين مختلفين إذا اختلفت فروض الواقع، وهم يؤمنون بأن الأيام دول ويؤمنون بسنة التدافع بينهم وبين أعدائهم فلا يبنون مواقفهم على الظنون والصدف.وأما هدفهم منذ وجدوا فهو أن يعيش المسلمون حياة إسلامية كاملة في عقيدتهم وعبادتهم وأخلاقهم وعلاقاتهم وطموحاتهم، غير أنهم يفهمون ضرورات التدرج والواقعية ويتنقلون تصاعديا من إسلامية الفرد إلى إسلامية الأسرة إلى إسلامية الحي ثم المجتمع فالدولة وصولا إلى إسلامية العالم.. (ثمة سواهم من يعكس النظرية).وهم قوم جادّون يحملون همّ الدعوة ليل نهار، ويرعون الحقوق، ويلتزمون أحكام الشرع، وتسودهم روح التناصح ويستسهلون التضحيات، ويمتازون بلين العريكة وسهولة المعشر وبالتفوق المعنوي، ويفتحون باب الاجتهاد ويسمحون بالخلاف، وتعلو فيهم روح الجماعية والأممية على الفردية والحزبية دون أن يسحق ذلك مميزات الأفراد ومؤهلاتهم، وكجماعة قد جمعوا أحسن ما في الجماعات لا باللملمة ولكن بالشمولية والتكامل فيجسدون في صعيد واحد طريقة سنية، ودعوة سلفية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية.وهم يلزمون أنفسهم ومن يقبل الانضمام طوعا إليهم أن يفهم الإسلام والبيئة المحيطة، وأن يستشعر معنى الانتماء الحقيقي لأمته وآمالها وآلامها، وأن يرى الإخوان جماعة من المسلمين لا جماعة المسلمين، وأن يثق بأن الإسلام يمتلك قدرة تأثيرية وتاريخا من الإنجازات والنجاحات تؤهله للانتصار وأن يصلح الحال ويقود المستقبل، وأن يفهم الجوامع مع الآخرين بقدر ما يفهم الفوارق عنهم، وأن يعرف الخصوم بقدر ما يعرف الأنصار والحلفاء، وأن يمتلك ثقافة الوعي والمواكبة والقدرة على التكيف والتحرك والتحريك مع الجميع حسب تصنيفهم والعلاقة بهم، وأن يحدّث ويجدد معرفته باستمرار، وأن يفهم قيمة العمل في مقابل الدعاية والجدل.ومن حيث الملكات الفطرية والمكتسبة، فيحرص الواحد فيهم على امتلاك ذاكرة حافظة، ونظرة تحليلية، وأفق واسع، والقدرة على ترتيب الأولويات، وأن يتحصل على حد أدنى من الفهم الديني، وعلى أوسع شبكة من العلاقات الاجتماعية، وأعلى قدر من متابعة الإعلام الجاد والمخالف منه على الأخص.ولأن تكاليف الدعوة ومشاقها كثيرة يخشى أن تضعف تحتها النفوس فإن للإخوان بيعة يبايعهم عليها من ينضم لهم وهي عهد يقطعه على نفسه مشفوعا باليمين أن يلتزم به تجاه نفسه وغيره، وأركان بيعتهم عشرة إذا قبلها واستكملها صار واحدا منهم وصار يسمى أخا عاملا، والعشرة الأركان هي (الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والطاعة والثبات والتجرد والتضحية والثقة ثم الأخوة).آخر القول.. كم حاول المحْدَثون من إعلاميين وسياسيين أبناء شاس بن قيس اليهودي القديم أن يقتلوا فكرة الإخوان وأن يوقفوا سلسلة انتصاراتهم وأن يحرفوا منهاجهم منذ قتلوا البنا.. ولكن سعيهم خاب وسهمهم طاش وجدهم بار وما درى البُله الحاقدون أنهم يعاندون قول الله تعالى (وإنا له لحافظون)! وهل يحفظ الله دينه إلا بجهود أمثال البنا وورّاثه؟