12 سبتمبر 2025

تسجيل

سؤال للمحكمة الموقرة ؟

18 فبراير 2013

كانت على استعداد دائماً لتصغر كي يكبر، وتفشل لينجح، وتخبو ليلمع، وتتوارى ليظهر، وتتأخر ليتقدم، تحملت تشوهات نفسه (وزفارة) لسانه، وطول يده، تحملت نجله عليها وبزخه على نفسه، تحملت إهاناته، وسبه، وقذفه، وإهماله، وتصغيرها أمام الناس وتحقيرها أمام أولاده الستة، ضربها فشج رأسها وتركها تنزف ومعها يمين طلاق لو خرجت من البيت، تحملت مكالماته التي تَرِدَه ما قبل الفجر دون أن تملك حق سؤاله (بتكلم مين) عاشت عقدين ممرورة بما يقع من هوله جبل، عاشت موجوعة بكظم الغيظ تارة وبالقهر اليومي تارة أخرى، جربت كل ما قد يصلحه من أول الدعاء له بصلاتها إلى محاولة نصحه عن طريق الإخوة الدعاة عله يرجع، لكنه كان يزيد، دمر أبناءه بصراخه وعصبيته وضربه وطرد بعضهم لينام في الشارع دول استشعار لأي غضاضة أو خوف على مراهق دون مأوى! فاض الكيل ولم يترك لها مناصاً بعد أن استحالت العشرة من اللجوء للمحكمة لتتثبت أولاً من عدد الطلقات ثم الانفصال، أنكر طلقات بالجلسة وقال على عهدتي ثم طلقها الثالثة أمام القاضي، وبدأ مشوار العذاب، فهو يدعي أنه لا يملك شيئاً رغم أخبار من قلب عمله تفصح عن تفاصيل ما يتقاضاه لكن بطريقة سرية تؤكد ما تعرفه الزوجة عن دخل زوجها، إذن لا مناص من المحكمة بعد تهربه من دفع نفقة أطفاله بطريقة ودية، وعندما تلجأ الزوجة للمحكمة فهي تستجير بالجهة الوحيدة القادرة على مساعدتها وانصافها وتمكينها من الحصول على كامل حقوقها، لكن ماذا لو تلاعب الزوج في حالة الطلاق وقدم بيانات كاذبة عن راتبه؟ ماذا لو تحايل وبدل في الراتب ليصغره للحجم الذي يريد نكاية في مطلقته وحتى لا تحصل منه وهي (حاضنة) إلا على الفتات؟ وكيف يمكن للزوجة المطلقة أن تثبت للمحكمة أن ما يتقاضاه زوجها فعلياً أكثر بكثير مما قدمه الزوج بإفادته للقاضي؟ وما العمل في جهة عمل لا ترد على كتاب استفسار المحكمة وإذا ردت خسفت الأرض بمرتب الزوج محاباة له؟ وما العمل في حال هيمنة الزوج إن كان مسؤولاً ورد بنفسه على استفسار المحكمة مقيداً ما يحلو له؟ وما العمل مع زوج يعد القاضي بدفع النفقة لمطلقته يداً بيد لعدم (الشوشرة) في عمله ثم يتملص فلا هو يدفع لها ودياً ولا يضع النفقة في صندوق المحكمة؟ كيف السبيل إلى وقف تحايل الزوج بالبيانات الكاذبة عن دخله لتقليص النفقة ولتدوخ مطلقته برحلات مكوكية يومية من وإلى المحكمة لمتابعة رد جهة عمله، الذي قد لا يأتي رغم كتب الاستعجال؟ وكيف الوسيلة لوصول النفقة المستحقة للمطلقة وطليقها يعضلها بكل ما أوتي من حيل لبلوغ ذلك؟ وماذا تفعل المرأة المطلقة وفي رقبتها حضانة حفنة أولاد يحتاجون لمأكل، وملبس، ومصاريف مدارس، وعلاج، وخلافه، بينما طليقها قد ضرب بكل الإنسانيات التي تربطه بأولاده عرض الحائط؟ هناك زوجات مطلقات يَدُخنَ السبع دوخات بينما يتلاعب (الأزواج سابقاً) ويسرفون، ويوعزون لعملهم بعدم الرد، أو بادعاء أن المرتب محدود، ومسخوط، ومجرود! سؤال للمحكمة الموقرة كيف السبيل لمعاونة المطلقة المسؤولة عن إعالة أسرة يتجاهل راعيها حقوقها في النفقة العادلة، وينسحب من كل استحقاقات الطلاق المتأخر، والمتعة، والدين ولا يقول إلا ما عنديش؟ من أكتب عن مشكلتها تقول: أدركت الآن خطأ عمري الفادح، فلقد أحببته أكثر مما ينبغي، فجعلت منه كياناً مستقلاً اسمه (أنا) أنا فقط ولا أحد غيري. • طبقات فوق الهمس • نفسي أتعرف على أولئك الملائكة الذين يحبون لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم، وينفذون حرفياً قول الحبيب المصطفى "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، نفسي أتعرف على الذي خاط شفتيه ليسجن لسانه خلف أسنانه ملتزماً بالقول البديع والتوجيه السامي "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، نفسي أتعرف على المؤمنين بكلمات نورانية تقول المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص إذا اشتكى منه عضو تداعت له بقية الأعضاء بالسهر والحمى. • مضى عيد الحب المزعوم، مضى اليوم الذي ندخل فيه جحر الضب مقلدين غيرنا! لبست الدنيا أحمر في أحمر وكأنها مريضة بالحصبة، المهم بعد الورود الجميلة والهدايا البديعة التي تهاديناها.. هل أثبتنا أننا نحب بعضنا بعضاً؟ هل حقاً نحب بعضنا بعضاً؟ الصدور سليمة؟ ألسنتنا صادقة لا تعرف النم، ولا الزور، ولا العجر؟ قلوبنا بيضاء بلون الفل لا غل يلمؤها بعواصفه؟ أرواحنا وفيّة؟ طيبة؟ ودودة؟ محبة؟ دواخلنا المستورة حنونة لا تعرف التعالي ولا الكبر ولا القسوة ولا الظلم؟ إن كنا كذلك (فيا محلانا) ويجب أن نُغبط لأننا نعيش يومياً في جنة الحب التي لا تحتاج إلى بطاقات ولا ورود ولا دباديب، ولا عطور، ولا قلوب بلهاء تقول (بحبك)! • على فكرة الحب مسؤولية، أن تحب أحداً يعني أن تكون مسؤولاً حتى عن سلامته النفسية. • تصور لو أن صديقك قد علم بالصدفة أنك أهديت هديته التي أهداها لك لشخص ما بعد ما تعب وهو يدور ويلف ليجد هدية يعرف أنها ستفرحك، موقف صعب! والأصعب منه ألم من أهداك فلم تحتفظ بهديته. • مصادفة غريبة، طلقت صديقتي التي كانت تحب زوجها جداً يوم عيد الحب المزعوم!! • نتكلم كثيراً بخير وشر، ننصف ونُجحف، ننسى أن على أكتافنا من يسجلون ولا يملون، حتى خائنة الأعين مكتوبة لا ننتبه أن اللسان يقول كل صباح وكل مساء للجوارح كيف أنتن؟ فيقلن بخير إن تركتنا، إذن احبس لسانك قبل أن يطيل حبسك.