16 سبتمبر 2025

تسجيل

حكمت الشرور في حياتنا

18 يناير 2024

يعتبر الإيمان بالقدر خيره وشره من أحد أركان الإيمان بالإسلام حيث يعرف الإيمان بأنه هو التصديق مع طمأنينة القلب والوثوق الكامل بالله تعالى مع اتفاق القلب واللسان والجوارح، فهذه معانٍ إيمانية عميقة وهي الفرق بين الإسلام والإيمان فكلنا مسلمون ولله الحمد ولكن هل جميعنا مؤمنون بالله حق إيمانه؟؟، فنحن نسلم بالقول والفعل طائعين مستسلمين، ولكن إذا حدثت لنا أقدار سيئة نضيق ونحزن ونقول لماذا يا الله ونحن لم نفعل ما يضر أو ما يؤذي أحدا، ولا نعلم أن هذه الأقدار السيئة مبطنة بأقدار غيبية حسنة لو علمناها لطرنا فرحاً وسعادة بها، أقدار ظاهرها شر وباطنها خير لقول رسولنا الكريم: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"، فالحمد لله في الخير والشر، في الحسن والسيئ، وهنا تحضرني قصة سمعتها في تسجيل للدكتور مصطفى محمود، رحمه الله، عن العدالة الإلهية يقول فيها عن حادثة حدثت في مستشفى قصر العيني بمصر عندما كانوا طلاب طب حدث حادث سيارة قوي لشاب في ريعان شبابه ومن شدة الحادث، أصيب الشاب بنزيف داخلي حاد في الكلي أسفل الخصر وتدمرت إحدى كليتيه مما اضطر الأطباء إلى استئصال إحداهما بسبب النزيف القاتل، فيقول الدكتور مصطفى لو نظرنا لحالته فنقول شاب صغير لماذا يعيش بكلية واحدة، ما الذي فعله ليعيش هكذا؟ ويكمل الدكتور قائلا: إنه بعدما تم الاستئصال تم أخذ الكلية المتضررة للفحص والتشريح في المعمل، وتبين أن بها نوعا من أنواع السرطانات الغير مرئي في بداياته، وأنه لو لم يقع الحادث للشاب لما علم أصلاً بوجود سرطان وليد في كليته، ولربما انتشر هذا السرطان بسرعة في كليته وأودى بحياته لأنه من النوع سريع الانتشار ولا يظهر إلا في مراحل متقدمة، فسبحان من قدَّر أقدار هذا الشاب بعمر جديد من خلال حادث ونزيف ليعيش بقية حياته بدلاً من أن يموت في غمضة عين، فعندما نصاب بشر غير مفهوم لا نجد له مبررات أو أسبابا علينا بالصبر ولا نتسرع بالحكم، ونحكم على الأحداث السيئة في حياتنا على أنها ظلم، وحاشا لله جل وعلا أن يظلم عبيده فالله من صفاته العدل فهو قاضي الخلق العادل في كل زمان ومكان، فرواية الحياة هي من عدة فصول فلا تتسرع في الحكم وانتظر للنهاية حتى تعلم حكمة الله عز وجل في ذلك القدر والإيمان بالقدر خيره وشره، وأن الخير يكمن في الشر أحيانا، فلربما أصبنا بالمرض هو تكفير لذنوب فهناك مقولة لأجدادنا قديماً حين يتم زيارة أحد مصاب بالمرض "طالع من الشر أو طهور إن شاء الله" بمعنى طهارة من الذنوب وأن المرض الذي حصل له صار فيه طهر وتنقية له. خاطرة،،، أرضِ الله برضاك بقضائه، يرضيك فوق رضاك رضا، اللهم لك الحمد حتى الرضا. [email protected]