10 ديسمبر 2025

تسجيل

جاسم صفر.. ولمسة وفاء

18 يناير 2021

على مدى عقود طويلة خدم الإعلامي والأديب القطري الأخ جاسم صفر في عدة مجالات منها الإعلام والصحافة والثقافة، كان خلالها أنموذجا للشخص الحريص والمخلص في بناء وطنه وتنميته والمساهمة قدر المستطاع في الارتقاء به في شتى الظروف. وفي إذاعة قطر كان شعلة من النشاط لفترة كانت من أجمل الفترات التي وصلت فيها إذاعتنا إلى مصاف الإذاعات العربية التي كان يشار إليها بالبنان من بين كافة المحطات بسبب تفوق برامجها الهادفة وكوادرها الإدارية الماهرة والتي كان "جاسم صفر" أحد عناصرها الفاعلة وبخاصة في فترة الثمانينيات. كما أن عمله مع موسيقار قطر عبدالعزيز ناصر والفنان فرج عبدالكريم -رحمهما الله- كانت بمثابة نقطة تحول في مسيرة العطاء الإذاعي من ناحية، وازدهار الأغنية القطرية وتوثيقها في أكثر من كتاب مثل إصداره كتاب "ولهان ومسير" من ناحية أخرى. وللأديب جاسم صفر أكثر من مؤلف في الشعر كلها كانت ومازالت شاهدة على عطائه المتميز وأفكاره الإبداعية التي ما زالت ماثلة أمامنا حتى الآن. أما عمله في الصحافة، فقد أعطى الكثير من جهده ووقته من أجل تنوير الرأي العام وكشف سلبيات المجتمع ووضع الحلول لها عبر رسائله القصيرة والهادفة، خاصة أنه كان من الكتاب القلائل الذين يمارسون الكتابة اليومية في صحافتنا المحلية، وهي حالة إبداع لم يتمتع بها أي كاتب خلال فترة وجوده ككاتب، سواء في جريدة الراية عبر زاويته الجميلة "نسايم على الورق" أو عبر زاويته اليومية في جريدة الشرق التي حظيت بمتابعة كافة القراء في الفترة الماضية وقبل توقفه عن الكتابة منذ أربع سنوات تقريبا، وكذلك له تجربة ثرية مع جريدة "شباب اليوم". وخدم الأديب جاسم صفر في المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث لفترة ليست بالقصيرة، حيث كان مديراً لإدارة الدراسات والبحوث من خلال اهتمامه بالإصدارات الثقافية التي صدر منها الكثير من الإنتاج العلمي الغزير للأدباء والشعراء والدارسين في شتى الميادين وبخاصة منذ التسعينيات وبداية الألفية الثالثة. ما نتمناه من الجهات الثقافية والإعلامية في وطننا الغالي بأن لا تنسى أبناءها في مثل هذه الظروف التي قسى فيها الزمن، وأن تبادر إلى تكريمهم التكريم المستحق لأنهم يستحقونه نظير ما قدموا لبلدهم من مساهمات لا يمكن إغفالها. كلمة أخيرة: جاسم صفر يرقد اليوم على فراش المرض.. ولا تنقصه منكم سوى دعواتكم له بالشفاء العاجل، وأن ينعم الله عليه بثياب الصحة والعافية.. اللهم آمين. [email protected]