26 أكتوبر 2025

تسجيل

جزء من ذاكرة الجيل.. ومحمد الجفيري (3)

18 يناير 2020

ذاكرة الجفيري..تحوي الكثير من الأحداث. وقد يغيب أو يتلاشى العديد من المشاهد لأنه لم يكن شاهدا عليها. فهو من جيل أصغر منا. ولحق بالركب عبر الانتقال المكاني والزماني.. وانتقال الدوحة من مدينة صغيرة إلى مدينة انشطارية. توسعت بشكل لافت. ومع هذا فهو يحتفظ بذاكرة حديدية. فأصدقاء الصبا لا يغيب عن ذاكرته اسم أحدهم. هل يحتفظ بهم في اللاوعي أم عبر مذكرات ادخرها للزمن ؟ إنه يستحضر رفقاء الصف والحي واللعب فردا فردا. كما أنه يستحضر أسماء من ساهموا في خلق تواصل بينه وبين المعرفة. لعل أبرزهم أستاذنا المربي الفاضل أحمد علي منصور، الذي ضمنا تحت جناحيه بأبوة رائعة. كان مربي صفنا منذ أول صف في المرحلة الابتدائية الى آخر مشاوير الدراسة في المراحل هنا قبل التحاقنا بالدراسة في الخارج. كان معلما وأبا وأستاذنا، وصاحب أول مطبوعة تحفظ للأجيال ما كان من صور للصفوف، وقد كنت ضمن محرري المجلة وكنت في الصف الخامس الابتدائي، ومن ضمن من كتب في تلك المطبوعة - زميل الصف سيدي صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني،- بجانب نجله أخينا صلاح من زملاء الصف. منهم من رحل الى بلدانهم. ومنهم من تحت الثرى. ومنهم ما زلنا نلتقي معهم بين حين وآخر. من أمثال حسين جعفر، رستم حاجي باقر وعدد آخر مثل اسماعيل زينل زميل الحي والصف وهذه سنة الحياة، وفي بعض الأحيان ينبش الجفيري في الذاكرة الجمعية.. ويطرح تساؤله أين من علمونا الأبجدية؟ وفك الحروف ؟ أين هم ،هل هم احياء ؟ لقد كان تأثيرهم واضحا علينا، من هنا توقف كثيرا أمام العديد من الأسماء وكما أسلفت كان الأبرز المرحوم "بوصلاح" الذي احتوانا تحت جناحيه، وهذا ما دفع سيدي سمو الأمير الوالد أن يذهب ويقدم واجب العزاء لأسرته في عام 2010، كما كنت أتلقى العلم خارج المدرسة برفقة سيدي سمو الأمير الوالد والشيخ عبد العزيز في قصر سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، رحمه الله، وكان مربينا حريصا على أن نكون من النماذج في إطار العلم والمعرفة وهذا ما جعلني احتل دوما المراكز الأولى في الشهادة الابتدائية على مستوى قطر والمراحل التعليمية المختلفة، كان المرحوم "بوصلاح" أكثر من معلم، كان أستاذا بمعنى الكلمة ومربيا وأبا لنا جميعا بكل ما يخلق لنا إطارا للحياة، لم يكن بوصلاح بمفرده من يملك تلك الميزة. كان الجيل بأكمله يملك هذا الإيمان الراسخ بأننا أمانة في أيديهم. المربي المرحوم محمد علي المحمود وعمر الخطيب، الاستاذ تيسير، الاستاذ أبو واصل، مضيوف الفرا وعشرات الأسماء ممن ساهموا في إنارة عقولنا بالمعرفة. من هنا كان الجفيري يقلب في سفر الأيام وقدم العديد من الأسماء وفي كل فنون المعرفة الانسانية حتى في مجال الهوايات مثل الرياضة بأشكالها وألوانها مثل سعد دبيبة وكامل عباس وعاهد الشنطي، قطار الذكريات عند الجفيري لا يتوقف عند محطة واحدة وقطارنا أيضا يطوي ما مضى من أيام نتذكر مع أننا مع الاسم لم نحتفظ بأي صفحة مما مضى، ونخشى كالعادة أن يرصد ذاكرتنا الآخرون وأن يقدموا أفلاما مضحكة في تاريخنا. [email protected]