15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعد فك الارتباط الأحادي بإخلاء المستوطنات والانسحاب من قطاع غزّة الذي نفذه رئيس الحكومة أريئيل شارون في أغسطس من العام 2005، رغم المعارضة الحادّة والاحتجاجات الواسعة من الأحزاب الإسرائيلية،كان حلم بلدوزر الاستيطان "إغراق غزّة في البحر"،وقبله بعدة سنوات كان حلم رئيس وزراء إسرائيل المقتول يتسحاق رابين أن "أستيقظ يوماً فأجد غزة وقد ابتلعها البحر"، وفي العام 2015 جاء الحكم العسكري بمصر ليحقّق رغبة الاثنين معا وهما في قبريهما. من أراد أن يتأكد من صدقية كلام رابين وشارون، فليرجع إلى الموسوعة الفلسطينية، وليقرأ ما قالاه هذان الصهيونيين في عدة مناسبات، ليتعرّف على مدى حقدهما على فلسطينيي قطاع غزة بخاصّة.أخطر ما في مشروع نظام الحكم في مصر بإغراق الحدود مع قطاع غزة بمياه البحر المتوسط، عبر الخندق المائي على امتداد ثلاثة عشر كيلومترا وبعمق ستة إلى ثمانية أمتار، من ساحل البحر المتوسط حتى نهاية حدود مدينة رفح،...هو ما كشف عنه وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون للإذاعة الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال سيشرع قريبا في إقامة جدار أسمنتي إلى جانب الجدار والمجسّات الإلكترونية المحيطة بالقطاع من جهتي الشمال والشرق،وحفر خندق مائي في باطن الأرض بسحب مياه من المتوسط أيضا،في إطار استخلاص العبر مما تفعله السلطات المصرية لمحاصرة فلسطينيي قطاع غزة من الجنوب،وتأديبهم كون معظمهم يشكّلون الحاضنة الشعبية لحركة حماس.وسواء كان خيار إسرائيل..الأول، أو الثاني..، فإن الإعلان الإسرائيلي عن هذا المشروع جاء بعدما قام نظام الحكم العسكري بمصر بتنفيذ مخطط اعتمد على حفر خندق كبير على طول الحدود مع قطاع غزة، وإغراقه بمياه البحر المتوسط المالحة بواسطة مضخات ضخ هائلة جرى استيرادها من إحدى الشركات الأمريكية العملاقة العاملة في مجال استخراج النفط.جاء المخطط المصري الجديد،بعد فشل مخطط سابق نفّذ في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، لتدمير أنفاق التهريب، وذلك من خلال إقامة جدار فولاذي في باطن الأرض على حدود القطاع بعمق ثمانية أمتار، حيث تمكّن وقتها المقاومون وأصحاب الأنفاق من فتح ثغرات في هذا الجدار حينما كان يعترض طريق الأنفاق التي كانت بمثابة شريان الحياة للغزيّين.وكان الغزيّون قد لجأوا لحفر الأنفاق هذه للتغلّب على حدة الحصار الإسرائيلي المفروض منذ نحو عشر سنوات، الذي تمنع إسرائيل بموجبه دخول العديد من السلع وأهمها مواد البناء والوقود والأدوية وغيره،فلجأوا إلى حفر الأنفاق وإدخال ما يحتاجه سكان قطاع غزة من هذه المواد، التي أسهمت في تخفيف حدة الحصار. طبعا وسائل الأعلام المصرية غاضّة النظر عن ما يجري في منطقة الحدود،ومجمل ما قالت عنه أنه عبارة عن برك مائية لتربية الأسماك في تلك المنطقة الحدودية!ولغاية اللحظة تتصرف الجامعة العربية، وكأن الأمر لا يعنيها،كما الحال بالنسبة لمعبر رفح حيث عدد أيام إغلاقه أكثر من أيام تشغيله،والأمين العام نبيل العربي لا يستطيع أن يتفوه بكلمة عن إجراءات نظام السيسي ضد شعب محاصر إسرائيليا أصلا،ثم تبعه حصار النظام المصري.والجامعة بحسب دستورها "الأربعيني "، لا تتعامل إلّا مع دول، وليس مع حركات تحرر، وعليه فالجانب الفلسطيني ممثلا بسلطة دولة فلسطين لم تعترض على إجراءات نظام السيسي، بل أعطته مبكرا كل الحق في حفر البرك والخنادق المائية على الحدود الدولية مع فلسطين.