16 سبتمبر 2025
تسجيلعندما سألت قريبتي لماذا غاب زوجها عن دعوتنا ولم يحضر معها، فقالت هامسة أصله (بيعمل شفط) سألتها مندهشة شفط ايه؟ قالت شفط صدره!! ضحكت، وضحكت، لكنني توقفت عند حكاية الشفط التي انتقلت من (الحريم) إلى السادة الرجال لتصبح (عادية) وتواردت أسئلة كثيرة، هل نعتني حقا بسلامة ما نأكل؟ هل نقرأ، ونسأل ثم نقرر شراء المعروض أو رفضه؟ ماذا عن معلوماتنا فيما يدخل إلى بطوننا من سموم نشتريها بحكم العادة دون أي تدقيق؟ زمان عشنا زمن (الطبيعي) فيما نأكل دون إضافة هرمونات تحقن بها الدجاج مثل (الاسترويد) الذي يستخدمه الرياضيون لنفخ عضلاتهم، ودون كيماويات تلوث الزرع وتنجب السرطانات، اليوم في غيبة الرقابة، والضمير يتم قتلنا بـ (الصناعي)، لا تهم الكارثة التي تجلبها الهرمونات، والكيماويات، الأهم الأرباح وجني الثروات!! وضروري أسأل في زحمة انشغالاتنا غير المهمة هل لاحظنا زيادة انتشار الفشل الكلوي، والسرطانات؟ هل لاحظنا تزايد حالات اختلال تحديد جنس الأطفال بظهور صفات أنثوية على الذكور؟ هل لاحظنا انتفاخ صدور الشباب وبروزها بدرجة لافتة مما أدى إلى لجوء الكثير إلى عمليات الشفط تجنبا للاحراج؟ هل يعلم الشباب ان انتفاخ صدورهم وبروزها بسبب ما دخل ببطونهم من أطعمة مشبعة بالهرمونات المؤثرة كالدجاج وخلافه؟ هل نما إلى علمنا أن بعض الدواجن غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، والتي تصادرها الرقابة بالمنافذ لا يتم التخلص منها وإنما يعيد أصحابها إنتاجها بتحويلها إلى علف للدواجن السليمة لتبدأ دورة المرض من جديد دون أي احساس بالمسئولية عن صحة الناس وسلامتهم؟ هل نعرف ان الاسماك في بحيراتها الصناعية لا تنجو هى الأخرى من نفس المخاطر، بسبب الأعلاف نفسها، وأن المواشي مآسٍ أخرى لا تقل فداحة بسبب مراعيها المشبعة بالكيماوي؟ هل يعلم الذين أشبعوا الدجاج بحبوب منع الحمل أنهم أصابوا كثيرين بالعجز الجنسي الذي أصبحت مشاكله تناقش علنا؟ هل يعلمون ان هرموناتهم اللعينة تؤثر على عظام الاطفال، وتتلف الغدة الدرقية وتزيد مضاعفاتها؟ أكيد يعلمون لكن لا شيء يهم. فالغاية تبرر الوسيلة، الأهم امبراطوريات تبنى على أوجاعنا، وسقم يسكن الأجساد؟ وطال الفساد كل شيء، المصدرون يغشون، ويسرطنون، والمطاعم تقدم منتهي الصلاحية وتغش، والفاسد يعاد تأهيله، ويفرم في وجبات جنان، والمستهلك المسكين يدفع، ويأكل، ويمرض، ويموت!! طيب إلى متى؟ اجابة السؤال تعتمد على ثقافتنا الغذائية، الصحية، وتصدينا لما يؤذينا، ويظل الحل الوحيد تنمية الصناعة الوطنية، وتحقيق الوفرة، والكفاية من المنتج المحلي الآمن لنجني على الاقل سلامة ما نأكل من الصعق الكهربائي، والخنق بالغاز، والذبح على غير الطريقة الإسلامية كما يحدث في بلاد المنشأ التي تصدر (بلاويها) لنا عوضا عن سلاسل من المشاكل الصحية المتفاقمة نشتريها بمالنا ونأكلها بإرادتنا ونحن نقول (الله لذيذة)!!.* بعض الدول ترسل مندوبا عنها الى دول تصدير اللحوم، دول المنشأ ليراقب ذبح ما يرسل إلينا بالطريقة الاسلامية، السؤال، هل تحفل دولنا العربية كلها بهذه المراقبة ام تكتفي بكلمة (ذبح حلال) التي (يلطعونها) لنا على الأغلفة، وببلاهة نصدق، ونأكل؟.* إحداهن تتصدر للفتوى فتقول (مخنوق ولا مصعوق متشغليش بالك سمي وكلي وخلاص)، ياريت واحد من أهل العلم يرد عليها لتسكت.* كلما رأيت الزحام (وكامل العدد) في محلات الوجبات السريعة تأكدت أن الآباء والأمهات يهدون أولادهم قنابل موقوتة ستنفجر لاحقا بكل ما لا يحمد عقباه.* حزينة ومكتئبة لان ابنها (ضرب) وأصبحت سمنته تهدد صحته، لم تنتبه إلى أن حضرتها أحد أهم أسباب وعكته بطلبات (الدلفري) غير المقطوعة ولا ممنوعة!.* أتصور أن درء مخاطر الطعام الوارد من الخارج بتشديد المراقبة أرخص كثيرا وأقل ميزانية من علاج الناس بعد الاصابة بما يأكلون.* مسافر الى الخارج عاد ليقول إن معظم ما تستورده الدول العربية من دواجن مذبوح بالصعق، وبالهنا والشفا!.* ماذا تنتظر ملايين الأفدنة في شرقنا الجميل كي تستغل وتحقق الاكتفاء الذاتي، وتغنينا عن استيراد النطيحة، والموقوذة، والمتردية، (وهم ما يتلم)؟ ما الذي يمنع أن نكون سلة غذاء العالم وكل الامكانات متاحة؟ غاويين ندفع بالدولار؟.* طبقات فوق الهمس* سمعنا مثلا يقول ، من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، واشكر (محمد عبد المقصود) الذي ساق لنا حكاية المثل ويقول إن رجلا وشى بجار له عند الحاكم، واتهمه زورا بشرب الخمر، ولعب الميسر في داره، وكان هذا الجار طيبا، وطاهرا، واشتم الحاكم رائحة الغدر في كلام الواشي، فصرفه، وأمهله حتى يحقق بنفسه في الأمر، وكان الواشي يشرب الخمر، ويفتح داره للعب الميسر والمجون، وجاء الحاكم إلى الحي الذي يسكنان فيه ليستطلع الأمر، ويقف على الحقيقة، فظهر له كذب الواشي، وأنه هو الذي يستحق العقاب، فقبض عليه وسجنه، وذاعت قصة وشايته بجاره فقال احدهم (يا فاحت البير ومغطيه..مسيرك يوم تقع فيه) هذه حكاية نهديها لكل من يسعى في ايذاء الناس، ونصب المكائد لهم زورا، وبهتانا، وهنا يحضر القول الصائب (الجزاء من جنس العمل).* طوبى للطيبين الذين تنتعش القلوب بلقياهم، وتتدفأ الحنايا بودهم، ويغيبون فتغيب معهم سعادة الروح.* أغانٍ للحب، مواويل للحب، قصص للحب، ورغم الوفرة رخص الحب، كلمة الحب أصبحت (مرمطة) لاحظوا الأفلام، والإعلام، والصحيان، والنيام وهم يدسونها في كلام، أي كلام.* الملك إذا اعطى أدهش، راقبوا الخيرين.* السكينة والرضا، من عرفهما عرف حقا طعم حياة فريدة عصية على التكرار.* لم تخلص لأحد، فأصبحت وحيدة لا يخلص لها أحد.