19 سبتمبر 2025

تسجيل

ليتنا نقرأ كما نأكل

18 يناير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أسئلةٌ كثيرةٌ راودتني بينما أنا أغادر معرض الدوحة الدولي الخامس والعشرين للكتاب، بعد أن أمضيت فيه ساعات طويلة متجولا بين عناوين الكتب وأجنحة العرض، على خلفية ما أثير من استعدادات هائلة سبقت الافتتاح من قبل منظمي المعرض، واستتباعا من الصحافة التي هلّلت وطبّلت وأشادت بجدوى المعرض، وأهميته في الاطلاع ومتابعة المستجدات على صعيد إصدارات الكتب الحديثة في مختلف علوم المعرفة الأدبية والسياسية والقتصادية ، والروايات والعلوم الإنسانية من فلسفة ولغات ونقد أدبي، وغير ذلك من إنتاجات المبدعين العرب .أهمية هذا المعرض السنوي تتمثّل في أربعة أمور، الأوّل يتمثّل في الملتقي العلمي والثقافي الراقي بين الزائرين وكل طلاب المعرفة والعلم، وهذا أمر لا ينكره أحد ، والثاني لقاء هذه الأجيال الجديدة والناشئة من محبي القراءة والمعرفة مع المؤلفين والقائمين على دور النشر والطباعة والتوزيع، أما الأمر الثالث ،فيتمثل بلقاء النقاد ومن هم ضمن هذا التوصيف مع القرّاء ومع مالكي دور النشر والتوزيع أو ممثليهم، والأمر الأخير بالعروض الترفيهية الهادفة التي تصاحب فترة المعرض من مسرحيات وندوات فكرية ومناقشات ثقافية ومعارض للفنون التشكيلية والموسيقية، لتتاح الفرصة للمهتّمين من زيارته للحصول على ما نسميه غذاء الروح والعقل من العلم والمعرفة والثقافة، بعد أن امتلأت البطون وانتفخت الكروش من غذاء الجسد...وبالتالي لنستحق توصيفنا بأننا" أمّة اقرأ" . هذا المعرض منذ سنوات ، بدأ يشهد تجددا في توجهاته العلمية والمعرفية ازدادت عاما بعد عام، وليس معنى ذلك أنّه خلا من المؤاخذات والإشكالات، لكن جرى تحسين الضوابط التي تحول بين إصدارات بعض دور النشر الرخيصة، وبين العرض والانزلاق في متاهات الكتب التي تتضمن بين أغلفتها غزوا ثقافيا هجينا، وإساءات إلى قيم العقيدة والعادات والموروثات التاريخية والأمن الفكريِّ والثّقافيِّ للأمّة العربية . ومن ذلك أيضا، أن الجهات المسؤولة وضعت هذا العام بعض الضوابط الجديدة لمنع ما يسمى "القرصنة الأدبية"،وتسرّب الكتب المسيئة للعقيدة وللأخلاقيات وللملكية الفكرية، وهذا يتمثل بامتلاك دار النشر والتوزيع "شهادة المنشأ"،حماية للكتاب ولحقوق المؤلّف ،فهناك دور نشر وترجمة محترمة وملتزمة تعكس شخصيتها بإصداراتها وعناوين كتبها المعروضة، يقوم عليها أناس مثقفون قبل أن يكونوا تجارا ومروّجين، ما يُلبّي الساعين إلى الزادٍ المعرفيٍّ ، وإلى الإصداراتٍ الجديدة، والكتبٍ القيّمة . كنا نود أن نعلم لو أنه يتم إحصاء عدد المتردّدين على معرض الكتاب طوال المدة ، لتقييم مكانته بالنسبة للقراء والمثقفين العرب ،أو مكانته بين المعارض العربية المماثلة الأخرى، وتخصيص جناح للكتاب المستعمل من أجل تبادل الكتب المتكررة لدى البعض وتكون مفقودة لدى الآخرين ، لتتم الفائدة المتبادلة وتتسع دائرتها ، أو إضافة جناح لمثل هذه الكتب لتباع بأسعار زهيدة ، وكانت جريدة (الشرق) قد أحسنت صنعا في مشروع كهذا في السابق ،وكان من الأحسن لو أن التجربة قد تكررت هذا العام بالتزامن مع هذه التظاهرة الثقافية.