18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عدت لأتأكد من تاريخ اليوم، نعم إنه 17 يناير، يعني أنني لم أستبق الحدث واليوم هو فعلا موعد انطلاق كأس أمم إفريقيا 2015. وهذا الذي أشاهده أمامي هو حقا حفل الافتتاح وليس حفلا تجريبيا، اعذروني، فالصدمة كانت قوية على رأي الموسيقار المغربي الشهير عبد الهادي بلخياط، هالتني الصور التي كانت تبث مباشرة من غينيا الاستوائية، لدرجة أنني، وليغفر الله، أصبت بنوبة ضحك هستيرية، هل هذا هو البلد الذي انبرى للاتحاد الافريقي لكرة القدم وعرض خدماته لاستضافة البطولة بعدما تم سحبها من المغرب، عكس جميع الدول التي كانت أقدر بكثير على تنظيم العرس الإفريقي لكنها فضلت التراجع إلى الوراء ومساندة الموقف المغربي؟ هل هذه هي الدولة المصدرة للغاز الطبيعي والنفط؟ حفل افتتاح بدائي اقتصر على بضعة بالونات ملونة ومطربين مغمورين وعروض مرتجلة وسط فوضى عارمة وغياب جماهيري مهين. في خضم كل هذا بحثت عن وجه عراب الكاف عيسى حياتو، علّيَ أرى الضحكة والسعادة تعلو محياه، وهو الذي انتصر على المغرب ومنظمة الصحة العالمية ونفذ قراره بتنظيم الكأس في موعدها، ضاربا عرض الحائط بكل التحذيرات العالمية من خطر تفشي وباء إيبولا. لكني وجدت وجها متجهما يعض أصابعه ندما على ما فعل بعنجهيته وضيق تفكيره بالكرة الإفريقية. مهلا، هذا ليس كل شيء. ليت الأمور تنحصر في حفل افتتاح مرتجل لن يدوم سوى بضع دقائق لتبدأ الفرجة الكروية، لكن للأسف الشديد، الأخبار من غينيا الاستوائية بدأت تتناسل حول المشاكل والصعوبات التي تواجهها المنتخبات المشاركة وكذا الصحافة العالمية المتواجدة هناك، تذمر من البنيات التحتية غير الملائمة لحدث بمثل هذا الحجم، وغرف الفنادق غير المتوافرة للكثير من المنتخبات، وسوء التنظيم والتنسيق، إضافة إلى الانتقادات التي طالت ملاعب التدريب من قبل عدد من المدربين.. ولكن، ماذا ننتظر من دولة يحكمها رئيس منذ 35 عاما يستقطع نصف ميزانية الدولة لنفسه بينما يعيش نصف مليون مواطن على نصف دولار في اليوم الواحد؟ سامحك الله يا إيبولا على حرمان عشاق الساحرة المستديرة من الاستمتاع بواحدة من افضل نسخ البطولة في بلد كان على أتم الاستعداد لاحتضانها، بلد جاهز على جميع الأصعدة، البنية التحتية والملاعب والثقافة الكروية والشغف الجماهيري والخبرة في تنظيم هكذا أحداث، ولا سامحك الله يا عيسى حياتو على ما ارتكبته في حق كل شخص يعشق كرة القدم سواء في إفريقيا أو عبر العالم كان ينتظر بفارغ الصبر انطلاق العرس الإفريقي، لكنه وجد نفسه أمام مولد شعبي.