19 سبتمبر 2025

تسجيل

مسيرة الإسلام في القوقاز (3)

18 يناير 2014

قال صاحبي: ومع ظهور العصر العباسي ظهرت النزعة العربية، والانفتاح على العجم والميل إلى الدعوة بالطرق السلمية، واستخدام العناصر التركية في الجيش، لدرجة أننا عندما وصلنا إلى عصر المعتصم كان الإسلام قد رسخت تعاليمه، وبدأ الأتراك أنفسهم يتبنون حركة نشر الإسلام. وقامت في تركستان وتحت ظل الإسلام دول وامبراطوريات إسلامية كان لها فضل كبير في نشر الإسلام، كدولة (آل سامان) التي أسست عام 874م، وخانات تركستان والدول الغزنوية، ودولة السلاجقة.وهكذا مضى العباسيون قدما في تنفيذ سياسة الأمويين لإسلام بلاد ما وراء النهر، وبدأ أهل البلاد يتعلمون اللغة العربية ومهما يكن من أمر، فلولا أن جعل الله تعالى السلاجقة ثم الخوارزمشاه، سببا في تمكين الإسلام في بلاد ما وراء النهر والقوقاز لاستطاع المغول – بتحريض القوى الصليبية التي كانت تدفعهم – القضاء على الإسلام في تلك المناطق بعد أن قضوا على كل أثر للحضارة الإسلامية هناك، لكن لما دخل الإسلام سكان هذه المناطق من الترك طواعية، راح خانات المغول يدخلون في دين الله وتتبعهم شعوبهم فقد أسلم خان القبيلة الذهبية وهو من أحفاد جوجي بن جنكيزخان، وعقد علاقات ودية مع الظاهر بيبرس – سلطان المماليك في مصر – الذي تزوج ابنته لتوحيد أواصر الصداقة بينهما، وفي حوالي 680 هـ، اسلم شقيق أباخاقان بن هولاكو من الأسرة الالخانية وسمى نفسه "محمود" وأسلم باسلامه معظم تتار الغرب 698هـ، ولم ينقض القرن السابع الهجري حتى كان معظم المغول قد أسلموا.وهذا وبالله التوفيق، وللحديث بقية.