13 سبتمبر 2025

تسجيل

من حكايات الحكماء (1)

18 يناير 2014

قال حكيم لابنه: يا بني لا تصدق كل ما تسمع ولا تسلم أذنيك لكل ما يقوله ذلك الإنسان، فقد عاش في أثينا القديمة رجل عرف بأنه أكذب خلق الله، هل كان معجوناً بالكذب؟ الله أعلم. لم يقل أبداً كلمة صدق، ولم يقترب من الحقيقة، فهو وإن صدق كذب!! استغرب الابن من مقولة والده الحكيم وقال: مع أنك لا تحب أن تسيء إلى أحد، فلم حذرتني من ذلك الإنسان؟ وهل ياوالدي العزيز لم يفلح ولا مرة في أن يقترب من قول الصدق؟ قال الحكيم لابنه: لا. وألف ألف لا. لماذا قال الابن لوالده؟قال الحكيم: اعلم يا بني أن ذلك الإنسان كان نديماً للفقر والعوز والحاجة، وحمل عصا الترحال حتى وصل إلى أثينا واستطاع أن يغلف واقعه بالزيف والادعاء، والناس في أثينا كانوا يجهلون ماضيه فصدقوه. خاصة وقد كان ماهراً في مسح عتبة حكام أثينا، قال الابن في استغراب وهل حكام أثينا لا يعرفون أمثاله؟قال الحكيم: يعرفون ولكن كانوا في حاجة إلى ممسحة، نعم كانوا في حاجة إلى بوق دعائي رخيص، وهنا كان تبادل الأدوار، المصلحة الآنية، هو يبيع الوهم، وهم يرون في هذا الوهم فرصة للتسلية.اندهش الابن من صراحة والده وقال: واين حكام اثينا وحكماؤها وفلاسفتها، قال الحكيم لابنه: منذ ان خلق الله الكون، خلق هذا الإطار، وابتعاد اصحاب الحكمة والفكر والثقافة في أثينا ترك الحبل لأمثال هؤلاء، مع ان حبل الكذب قصير، ولكن مع هؤلاء، فإنه أطول من صبر أيوب!!