19 سبتمبر 2025

تسجيل

الأدب العربي كمحضن للأدب الإسلامي

17 ديسمبر 2016

إن "الأدب العربي" هو محضن الأدب الإسلامي الأول، وميدانه الأهم ولكنه ليس ميدانه الأوحد، فعندما انتصر الإسلام خارج الأقطار العربية، ودخلت فيه شعوب أخرى، وتأثرت به آدابها، نبتت لهذا الأدب أجنحة جديدة أعطته بُعداً إنسانياً عالمياً.فقد ظهر في الأدب الفارسي منذ القرن الثالث الهجري تيار إسلامي استفاد من الأدب العربي شعره ونثره، واستفاد من القرآن والسنة وحمل قضايا إسلامية كثيرة، وأصبح تياراً موازياً للتيار الإسلامي في الأدب العربي، وربما يتفوق عليه في بعض القضايا والفنون، وما لبث الأدب التركي أن استفاد من الأدبين الفارسي والعربي، ونهل مما نهل منه الأدبان المذكوران من المعاني القرآنية فامتد الأدب الإسلامي إلى لغات وشعوب أخرى.وقد ظهرت بوادر الأدب الإسلامي منذ العصر الجاهلي الذي انتظم عدداً كبيراً من شعراء عصر ما قبل الإسلام، وقد كان حال الأدب العربي كله وإلى وقت قريب أدباً إسلامياً يدعو إلى القيم ومكارم الأخلاق والتوجيه الخلقي الرفيع ونصرة المظلوم، وإحقاق الحق وزجر الباطل والثناء على البطولات والغزوات، ومكارم الأخلاق.- وإليكم النماذج الآتية: * تأمل الحكمة في أبيات زهير بن أبي سلمى:وما الحرب إلا ما علمتم وذقتموما هو عنها بالحديث المرجم* وتأمل قول عنتر:يُنبئوك من شهد الوقيعة اننياتمنى الوغى واعف عند المغنم* وقول عمرو بن كلثوم:إذا ما الملك سام الناس حسفاًآبينا أن نقر الذل فينا* وانظر لأبيات الحطيئة وهي تدل على الكرم:رأى شبحاً وسط الظلام فراعهفلما رأى ضيفاً تشمر واهتموقال هيا رباه ضيفا ولا قرىبحقك لا تحرمه الليلة اللحمفقال ابنه لم رآه في حيرتهأي ابتي اذبحني ويسر له طعماًولا تعتذر بالعدم على الذي ترىيظن لنا مال فيوسعنا ذماًبينهما قد عنت من البعد عانهقد انتظمت خلف مسحلها نظماعطاشا تريد الماء فانساب نحوهاعلى أنه منها إلى دمها اظمىفأمهلها حتى تروت عطشهافأرسل فيها من كنانته سهماًوبالله التوفيق...