17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); طوال ثمانية وأربعين عاماً من احتلال شرق القدس، ظل المسجد الأقصى المبارك بشكل متواصل من أولويات أهداف إسرائيل، بزعم وجود جبل الهيكل تحت أرضه، وقد اتخذت عمليات هدمه أشكالاً مختلفة، منها العبث بمحيطه وباطن أرضه وجدرانه وكل شيء فيه، والتحدي السافر لمقتحميه من سوائب المستوطنين، وقطعان من أفراد من الحكومة وأجهزة المخابرات بحماية جنود الاحتلال ، وما زالوا حتى أيامنا هذه. لا ريب أن أخطر ما تعرض له الأقصى الأسير عندما ارتكب الصهاينة جريمة حرقه في 21 أغسطس 1969، حينها قالت رئيسة وزراء كيان العدو آنذاك جولدا مائير: "لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجاً من كل حدب وصوب.... لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمة نائمة......"!!.أجمع حينها المحللون السياسيون المهتمون بقضية فلسطين على أن حريق المسجد الأقصى المتعمد مثل محطة رئيسية من محطات الإرهاب الإسرائيلي، وشكل حلقة بارزة من حلقات المسلسل الإجرامي المستمر للممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية بحق الفلسطينيين وأملاكهم وأوقافهم وأماكن عباداتهم الإسلامية والمسيحية تحت سمع وبصر العالم أجمع، بما في ذلك النظام الرسمي العربي.. ثم جاء بعدها بسنوات اقتحام الإرهابي آريئيل شارون في 28 سبتمبر 2000 ساحة المسجد الأقصى تحت سمع وبصر حكومة حزب العمل التي كان يرأسها آنذاك الإرهابي الصهيوني الآخر أيهود باراك، كان الأسوأ من نوعه والأكثر استفزازاً وتحدياً لمشاعر العرب والمسلمين بمن فيهم الفلسطينيون طبعاً، إذ شكل الشرارة التي أشعلت فتيل الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الثانية التي حملت اسم "انتفاضة الأقصى".لم يتوقف اليهود الصهاينة عن ارتكاب المجازر الإجرامية بحق المصلين في المسجد الأقصى الشريف، ولم يكفّوا عن اقتحامه وتدنيس أرضه، والتهديد بهدمه ونسفه بالمتفجرات وضربه بالصواريخ من الجو والأرض "لتطهير جبل الهيكل من الخبث والأغيار" ولإقامة هيكلهم المزعوم فوق أنقاضه. والجديد في هذا الأمر، ما كشفت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي من تسجيلات مسرّبة من إحدى جلسات كتلة حزب الليكود النيابية، يقول فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن: "باستطاعة إسرائيل هدم المسجد الأقصى بسهولة لو أرادت ذلك".وأوضحت القناة السابعة الإسرائيلية، ونقلت عنها وكالات الأنباء، أن نتنياهو قال خلال اجتماعه بأعضاء الكنيست عن الحزب اليميني الذي يرأسه: من السهل على إسرائيل أن تهدم ثالث أقدس الأماكن فى الدين الإسلامى لإجبار الفلسطينيين الإرهابيين على وقف عمليات الطعن والدهس"، وتابع: "لكننا لا نريد هدم الأقصى لأن هذا يتعارض مع مبادئ إسرائيل المتسامحة والمسالمة تجاه الأديان".يا للسذاجة، ويا للاستهتار الصهيوني بعقول العالم، فالعقيدة الصهيونية المتعطشة دائماً وأبداً لسفك الدم وإزهاق أرواح الأبرياء من أطفال ونساء وبنات وشيوخ وشبان فلسطين العزل، وفي تنويع وتحديث وتطوير الوسائل والأساليب والآليات والأدوات لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وطرده منها، محفور في ذاكرة التاريخ، حيث مارست العصابات الإرهابية الصهيونية بحق هذا الشعب البطل أبشع صور التعذيب والتنكيل، ودأبت تلك الزمر الإرهابية على اقتحام البلدات والقرى الفلسطينية والعمل على سفك دماء أهلها بدم بارد، والقيام بتدمير ونسف وحرق المنازل ودور العبادة والدوائر العامة والأسواق وكل ما وصلت وتصل إليه أياديهم.يحدث كل ذلك في ظل استمرار الخلاف الفلسطيني وحالة الانقسام والتشرذم القائمة بين إخوة ورفاق النضال ضد العدو الإسرائيلي، الأمر الذي يستدعي طرح ذات السؤال، ترى إلى متى سيستمر هذا الوضع الشاذ، ومتى تستيقظ أمّة المليار ونصف المليار من سباتها وتنتصر للأقصى ؟!..وإلى الخميس المقبل.