15 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر موطن الأمجاد ومنبع الندى والكرم وأميرنا رمز المعالي (2)

17 ديسمبر 2015

يبقى الاعتزاز باليوم الوطني مناسبة تتكرر في كل عام، ومعها نتذكر تاريخ هذا الوطن ونفتخر بأمجاده ومآثر الآباء وما قدموه لهذه الأرض من بطولات وسيرة عطرة، ضربوا لنا أفضل السير والملاحم التي خلدت للجيل المعاصر ملامحها التي انعكست على قيمهم التربوية، فأصبحوا يعتزون بكل ما قدمه هؤلاء الأجداد إلى أن تقوم الساعة، وسيظل أهل قطر ينشدون دائما هذه السير التي ورثوها أبا عن جد، وسيتواصل الأبناء والأحفاد في حمل هذه الرسالة، وما من شك أن التراث القطري أصبح في هذه المناسبة الوطنية علامة مميزة يفخر بها الصغار قبل الكبار، ويؤدون فنوننا الشعبية والتراثية بصورة رائعة تعبيرا عن عشق تراب هذا الوطن. المواطنة من المفاهيم الأساسية التي تتطلب تعزيز القيم وتجديد العطاء وتبادل الأدوار في الحقوق والواجبات لرد الجميل لهذا الوطن الذي يطالب كل مواطن بالوفاء من باب انتماء الإنسان إلى بقعة أرضه التي يعيش عليها منذ القدم. ومن هنا نستطيع أن نتعمق أكثر فأكثر في مفهوم المواطنة وما ينتج عنها من أسس ومفاهيم، مع الالتفات إلى كيفية منح المواطنة ومفاهيمها الحقيقية من خلال ما نمارسه في حياتنا اليومية تجاه هذا الوطن من إنتاج وعطاء، فالمواطن هو الإنسان الذي يستقر على أرضه وينتسب إليها من خلال الإقامة أوالاستقرار أوالتربية أوالولادة.ومن الأمور التي لابد من الإشارة إليها في مثل هذه المناسبة أنه يجب أن نعتز بتراثنا ولغتنا وديننا الإسلامي الحنيف، فاللغة أساسية ومطلوب الافتخار بها لكونها لغة الدستور، وكذلك التراث القطري بفنونه ومجالاته المختلفة التي لاغنى عنها في تعليم أبنائنا هذا الموروث ليشبوا عليه معتزين به ومحافظين عليه أبا عن جد. وقد استطاعت جميع مدارس قطر أن تجعل من اليوم الوطني مناسبة تراثية سنوية رائعة يشارك فيها الطلاب والطالبات في جو احتفالي لا مثيل له، ولا شك أن التفاعل مع هذه المناسبة بشكل مستمر على مدى السنوات الماضية جعل مدارسنا تستعد لهذا اليوم بشكل أفضل في كل سنة، كما جعل طلبة المدارس يستعدون لهذا اليوم وكأنه أحد أعياد السنة كعيد الفطر وعيد الأضحى وهو ما يذكرهم بحبهم لوطنهم والافتخار به في شتى الظروف . وعندما نتحدث عن التراث فإنه لابد من الحديث عن فن العرضة القطرية التي ما زالت من الفنون التراثية الجميلة التي يحييها أهل قطر في كافة المناسبات سواء كانت الاجتماعية أوالوطنية، وعرفت في الماضي وقت الحروب وعند النذير، فهي من الفنون الحربية التي تبث روح الحماس بين الأفراد والجماعات وتشجع على الرجولة والفروسية. وفي الأعياد القديمة في قطر كانت تقام العرضة أيام الأعياد لمدة سبعة أيام ويشارك فيها كل الصغار والكبار احتفالا بهذه المناسبة الوطنية بهدف إعلان مظاهر الفرحة في هذه المناسبة، وتذكر أمجاد الآباء في جو احتفالي جميل يتكرر مرتين في السنة من خلال عيد الفطر وعيد الأضحى من كل عام .ومن الأشياء المهمة الأخرى التي نعيشها في هذه المناسبة أيضا تلك المنافسة الشريفة بين وسائل الإعلام في قطر، وبخاصة بين تلفزيون قطر وتلفزيون الريان، فتلفزيون قطر له خبرته ومكانته منذ تأسيسه قبل أكثر من أربعة عقود وتطوره قد يكون ملحوظا من خلال روح المنافسة مع المحطات الأخرى. وقناة الريان الفضائية من المشاريع الناجحة والمتفردة في مجال الإعلام المرئي القطري، خاصة أنها جاء تأسيسها لتعزيز الهوية القطرية وإحياء روح التراث القطري الأصيل في شتى مجالاته وبخاصة التراث المادي وغير المادي. ورغم العمر القصير لقناة الريان التي أنشئت سنة 2012 م إلا إنها تهدف إلى تحقيق تعميق الهوية القطرية من خلال الآتي: - المساهمة في نهضة قطر من خلال تنمية الهوية الوطنية والثقافية لشعب قطر، والعمل على تنمية المجتمع وتوعية فئاته بما يسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية٢٠٣٠.- الترويج لقيم الفضيلة والإيجابية وأصالة التراث القطري وتنميته، ودعم التواصل الاجتماعي وإذكاء روح التنافس والتفكير الإبداعي بين فئة الشباب بشكل خاص وعموم شرائح المجتمع بشكل عام. -تقديم كل ما هو مفيد ونافع ضمن إطار عام يوازن ويجمع بين الترفيه والفائدة .-استخدام أحدث تقنيات الإنتاج والبث لتكون القناة الأكثر شعبية لدى أهل قطر والشريك المحلي للمجتمع في دعم التنمية المستدامة وتحقيقها ضمن رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠.-المساهمة في رفع الوعي وزيادة التواصل والألفة المجتمعية .- تسليط الضوء على المواهب القطرية وإبرازها من خلال شاشة القناة استنادا إلى المعايير العلمية والفنية والقيمة الإبداعية.- العمل على ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية القطرية تعتز بالماضي وبالأصالة والانتماء وتواكب العصر وسباق الشعوب نحو الرقي والتحديث في كل ما لا يتعارض مع قيم المجتمع وهويته. - المساهمة في خلق مجتمع يؤمن بالتنمية المستدامة وروح المبادرة ويعضد الدولة في سبيل تحقيق نهضة قطر.- العمل دائما على تحقيق رؤية قطر ٢٠٣٠ ومواكبة تحقيقها المرحلي وأن ندفع دائماً باتجاه تحقيقها باستقراء ومتابعة المنجزات ومستجدات وآفاق الواقع التنموي وتكييفها ضمن معالجات وقوالب تلفزيونية تظهر قيمة الإنجاز وتنتقد بإيجابية كل ما يعترض أو يؤخر أو يعيق تحقيق رؤية قطر نقداً إيجابياً من منطلق التفاؤل والحث على الإنجاز. كما جاءت القناة لتحقيق بعض الأهداف الاستراتيجية من خلال أطر العمل الآتية: - اعتماد المبادرات الإبداعية منطلقاً أساسياً ومنهجاً: التفكير، والتخطيط، وعرض الأفكار. - وخلق بيئة عمل إبداعية يسودها احترام الآراء وتكامل الخبرات كأساس لتحقيق مفهوم العمل بروح الفريق الواحد. - والسعي لبناء شراكة دائمة وإلهام المشاهدين أساليب التفكير الإيجابي في النظرة للحياة والتخطيط والعمل للمستقبل. - وتكوين المواقف والاتجاهات التي تدعم العلاقات الإيجابية في المجتمع وتوجيهها بما يعمل على التنمية (الهوية الوطنية، التراث، المهارات البشرية، روح المبادرة) . وباعتقادي أن قناة الريان لامست مشاعر العدد الأكبر من القطريين فيما يتعلق بالهوية القطرية وإحياء روح أصالة التراث القطري بشتى فنونه ومجالاته التي يحتاجها جيل اليوم لتعلمها ومعرفتها.وفي هذا المنبر نختار من أشعار المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، وهي قصيدته التي ورد فيها شعار اليوم الوطني لهذا العام (هداتنا يفرح بها كل مغبون):يا الله يا والي على كل والي يا من بعلمه دبر الفلك والكون يا واحد عرشه على الناس عالي وأمره وحكمه بين كاف معَ نون الحمد لك والشكر أول وتالي ولك الثناء والمجد يا عامر الكون نسألك وحدك لا لغيرك نسالي وِنخْلص لك الدعوة وفرض ومسنون وعن طاعتك ما غيرتنا الليالي وفي منهج التوحيد ما نتبع الهون فبذا رقينا شامخات الجبالي عن ملك دولات وعن حكم قانون ومع ذا نوالي كل من لك يوالي ونبغض جميع اللي لغيرك يوالون عَبَّادة الأوثان حزب الضلالي بأصنامهم وأوثانهم يستغيثون ومحاربين الله عزيز الجلالي ومحاربين اللي بدينه يدينون تجمَّعوا ما بين جافي وغالي عُدوان للدين الحنيفي يسوون فيا الله يا مغني جميع الدوالي ويا مالك الدنيا وما كان مدفون مفني القرون الأوّله والتوالي نمرود مع كسرى وهرقل وفرعون وعادٍ وشداد طغى اعتلتها الرمالي وذي عادة الوالي بهم يوم يطغون وجونا خبيثين العمل والفعالي اللي عن أحكام الشريعة يحيدون يبون ملك أرقابنا والعيالي وتمشاة حكم اللي يبونه يمشون فحنا حرار في ليالي السيالي هداتنا يفرح بها كل مغبون ما ساقت الخاوه ندور الحلالي ولا نرتضي بالذل في مسكن الهونكلمة أخيرة في هذا اليوم المجيد نتذكر تاريخ قطر ونفتخر بأمجاد الآباء وما قدموه لهذه الأرض من بطولات، كما لا ننسى جنود قطر البواسل وهم يقاتلون على الجبهة في اليمن.