16 سبتمبر 2025
تسجيللو سألتك، إن كنت من النوع الذي يحمل أحزان الماضي: هل من مبرر لهذا الحمل؟ هل بهذا الحمل الثقيل يمكنك إعادة ما مضى؟ لا أريد إجابة بقدر ما أريدك التأمل في السؤالين فقط.. وبالمثل سأوجه سؤالاً آخر الى من يحمل هم رزقه بالغد.. هل حمل هذا الهم أو القلق على رزقك بكافة أنواعه، يمكن أن يغيره؟ تأمل فقط في السؤال. إن النوعين الفائتان من البشر، أراهما يحملان أموراً ليس هناك أي مبرر لها، فلا الأول حامل أحزان الماضي، يقدر على إعادة ما فات، ولا صاحبه الذي يحمل هموم رزقه بالغد يقدر على منع ما هو آت من رزق قد كتبه الله له. إن الاشتغال بالمستقبل والغيب أمر لا يطلبه منك الله سبحانه ولا أي أحد من عباده، إنما الشيطان وحده؛ لماذا؟ لأنه الوحيد من يجلس ويوسوس بالنفس ويوهمك بكبائر وعظائم الأمور القادمة بالغد، ليجعلك خائفاً مترقباً لا تدري هل تواصل حياتك أم تتوقف وتنتظر، وهو بالمثل يفعل مع حامل الأحزان، فيعيد إليه الحوادث الماضيات ويزيد في تصوير التبعات وتضخيمها وتلوينها بكل ما هو بشع، فيستمر في الأحزان حتى يتعطل ويقعد عن الإنتاج.مهما طالت بك جلسات التفكير في الغد، فلن تفيدك في شيء إن كان تفكيرك سلبياً قلقاً ومضطرباً على ذاك الغد المجهول.. ولكن ليس يعني هذا التوقف عن التفكير المستقبلي أو التخطيط له.. الأمر مختلف، وليس هذا ما أروم إليه، بل أقصد ألا يؤدي بك التفكير في الغد أو المستقبل بشكل يعطلك عن المسير في الحياة بشكل إيجابي.إن استشراف المستقبل أمر ضروري من أجل إعداد العدة لمواصلة المسير وكيفية الاستفادة منه. إنه فن إدارة الحياة إن صح وجاز لنا التعبير، أو كيفية الاستفادة من أحداث الماضي لتسيير عربة الحاضر، وتوقع ما قد يحدث بالمستقبل بناء على الأحداث الحالية، وبالتالي إعداد ما يلزم من اجراءات لاستمرار الحياة بالشكل المأمول والمرغوب قدر المستطاع.. ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.