13 ديسمبر 2025

تسجيل

فلنحرك هذا الحب الفطري

17 ديسمبر 2012

حب الإنسان أي إنسان لوطنه وبلده حب فطري جُبل عليه ولا أحد يستطيع أن يسلب منه هذا الحب الفطري، وهذا دليل على الارتباط والالتصاق والانتماء الفعلي الحقيقي للوطن. فالجميع مطلوب منه أن يسعى سعياً حثيثاً عملياً على تأكيد هذا الحب كباراً وللصغار خاصة في وقت مبكر، وهو تربيتهم على تعميق وتأصيل هذا الحب للوطن بالشكل الصحيح والأسلوب السليم، وربط هذا الحب بالدين وتنشئتهم على التمسك بالقيم الإسلامية، وغرس القيم الإيجابية التي تفعّل هذا الحب وتنميته بالصورة التي اعتدنا عليها من غير عصبية أو قبلية منتنة أو عائلية أو غير ذلك من الأمور التي نبذها وحذر منها ديننا الحنيف الخالد، وكرهها أباؤننا وأجددنا. فإن من واجبنا تجاه الوطن " قطر " حفظها الله، الحفاظ عليه وعلى مقدراته وثرواته ومؤسساته ومنشأته وممتلكاته العامة، والعمل على رقيه وازدهاره والتفاني في خدمته، والدعاء له بالأمن والأمان والرفعة والعزة والدوام عليه بسعة الرزق، وأن يتمنى له الخير في جميع الأحوال والأوقات، وأن يبعد عنه كل سوء ومكروه، واستشعار ما للوطن استشعاراً حقيقياً من أفضال عليك بعد فضل الكريم سبحانه وتعالى، وأن تحدث به نفسك وغيرك وتذكره دائماً بخير، ولنكن سفراء حقيقيين لـ (قطر) أينما كنا وحيثما ارتحلنا، ولنكن كذلك أوفياء أمناء لـ (قطر) ولأمتنا، فـ( قطر) محتاجة منا الكثير والعمل الغير منقطع. وجميل بنا أن نذكر ما سطره أحد الكتّاب إذ قال " والحبُّ للوطن لا يقتصر على المشاعر والأحاسيس (والأفراح )، بل يتجلَّى في الأقوال والأفعال، وأجمل ما يتجلى به حبُّ الوطن الدعاء. الدعاءُ تعبيرٌ صادق عن مكنون الفؤاد، ولا يخالطه كذبٌ، أو مبالغة، أو نفاق؛ لأنه علاقة مباشرة مع الله تعالى ". ونحن نرفع أكفنا إلى المولى سبحانه وتعالى، وندعو بدعاء خليل الرحمن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام " رب اجعل هذا بلداً آمناً " فقيمة ونعمة الأمن لا تعدلها أي قيمة. " ومضة " قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله " والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص ". فلنحرك هذا الحب الفطري!!!