15 سبتمبر 2025
تسجيلقال صاحبي: هل لديك أمثلة للأعمال الإرهابية في البحر في العصر الحديث؟ قلت: نعم لدي.. والمثل الأول كان في عام 1529م؛ فقد قام (خير الدين بربروسة) الذي كان يعمل قرصانا لحساب الدولة العثمانية بتوجيه ست وثلاثين سفينة خلال سبع رحلات إلى السواحل الإسبانية للدولة العثمانية في الحوض الغربي في البحر المتوسط ومنحه السلطان سليمان القانوني لقب (قبودان باشا وزير بحرية). والمثل الثاني كان في عام 1948م؛ فقد نُسفت السفينة "باتريا" في ميناء حيفا بواسطة أفراد منظمة (الهاجاناه) التابعة للوكالة اليهودية في فلسطين والتي كانت تحمل 240 لاجئاً يهودياً، كانت بريطانيا تنوي تهجيرهم من فلسطين إلى إحدى مستعمراتها، بينما كانت الوكالة اليهودية تصر على توطينهم في فلسطين كوسيلة لإجبار السلطات البريطانية على تعديل سياستها تجاه المشكلة الفلسطينية وإظهار الاحتجاج على إصدار بريطانيا بما يسمى "الكتاب الأبيض" وذلك خلال الفترة من 1946 – 1947م. والمثل الثالث هو هجوم مجموعة أفرادا دعوا انتماءهم إلى إحدى المنظمات الفلسطينية، ويستقلون قاربا مسلحين بالقذائف الصاروخية على ناقلة البترول (كورال سي) عند عبورها مضيق باب المندب في 11 يونيو 1971 متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي مما أدى إلى إشعال حريق في مقدمة السفينة وقد أدى هذا الحادث إلى إدراك إسرائيل لأهمية تأمين سفنها في هذه المنطقة الحاكمة ومحاولة توطيد علاقتها بأثيوبيا والعمل على أن يصبح لها وجود بحري في الجزر في جنوب البحر الأحمر. والمثل الرابع: تلغيم البحر الأحمر وخليج السويس في 9 يوليو 1984م، بألغام بحرية أدت إلى تهديد أمن البحر الأحمر ومصالح الدول في العالم والتي استدعت مشاركة خمس دول كبرى مع جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية في كسح الألغام وتطهير هذا المجرى الملاحي المهم حفاظاً على التجارة الدولية. والمثل الخامس: هو الهجوم الذي قامت به (قوات 25 أبريل) البرتغالية في يناير 1984م، على سرب بحري تابع لحلف شمال الأطلنطي يرابط أمام شاطئ لشبونة مستخدمة في ذلك مدافع الهاون في تنفيذ عملياتها وذلك في إطار موجة النشاط الإرهابي الموجه ضد قواعد ومنشآت حلف الأطلنطي. والمثل السادس: هو تهديدات متفرقة للإرهاب، في البحر لم يحقق فيها الإرهاب أهدافه، إلا أن سردها يعطينا خلفية عن الأساليب المحتمل أن تستخدم في المجال البحري، فعلى سبيل المثال قيام المظاهرات البحرية في اليابان احتجاجاً على زيارة حاملة الطائرات الأمريكية النووية (أيزنهاور) في اليابان في عام 1984م، وتضمنت هذه المظاهرة عناصر إرهابية هددت بضرب الحاملة بالصواريخ مما يؤدي إلى تلوث إشعاعي قاتل بالمنطقة. من هذه الأمثلة السابقة يمكن تحديد أنواع الأعمال الإرهابية في المجال البحري كالآتي: * أعمال تهدف إلى إرباك حركة الملاحة البحرية في المياه الإقليمية أو البحار العامة. * أعمال خطف وتدمير وتخريب سفن الدولة المستهدفة في موانئها أو في موانئ دول أخرى. * أعمال تخريبية وتدميرية ضد الأهداف والمنشآت الحيوية في الموانئ وعلى الساحل وفي داخل البحر. * أعمال تلويث متعمدة للبحار والإضرار بالثروات البحرية الطبيعية للدولة المستهدفة بالإرهاب.