11 سبتمبر 2025

تسجيل

فرصة استثنائية لقطر والمنطقة

17 نوفمبر 2022

تُقام بطولة كأس العالم 2022 في بيئة جيوسياسية مُضطربة ومليئة بالتحدّيات في الشرق الأوسط. بين عامي 2017 و2021، حدثت الأزمة الخليجية التي خلقت تردّداتها اضطراباً جيوسياسياً أوسع. إلّا أنّ قطر، التي بقيت نسبياً بمنأى عن هذه الأزمات، عملت في خلال تلك السنوات على تعزيز علاقاتها مع المجتمع الدولي، لا سيّما في مجالي التمويل والتجارة. وقد ساعدت احتياطيات البلاد الضخمة من الغاز الطبيعي والتركيز على الوساطة الدبلوماسية في أن تصبح هذه الدولة الصغيرة لاعباً فاعلاً على الساحة الدولية. وبالفعل، استفادت من احتياطياتها من الغاز لسدّ النقص في إمدادات الطاقة العالمية التي نتجت عن الحرب الروسية الأوكرانية، وتوسّطت بين الولايات المتحدة وحركة طالبان لتأمين إجلاء الجيوش الغربية من أفغانستان. تشير هذه المراحل في سياسة قطر الخارجية إلى قدرة البلاد الملحوظة على إبراز قوّتها حتى في ظل التغيّرات الكبيرة والسريعة في النظام الدولي الناشئ. وبالتالي، وحدها قطر ستقرّر كيف وإلى أي مدى سيعزّز هذا الحدث العالمي هذه المكاسب المهمّة في السياسة الخارجية. ممّا لا شكّ فيه أنّ استضافة كأس العالم هي لحظة تاريخية لقطر والعالم العربي، ولكنّها توفّر أيضاً فرصةً للدوحة لتسخّر قوّة الرياضة من أجل تحقيق مكاسب للمنطقة ككلّ. لقد شهدت منطقة الشرق الأوسط عقداً مليئاً بالعداءات والمنافسات الشديدة وحروبٍ بالوكالة، أمّا الآن، فيبدو أنّ الأمور قد هدأت وسط اهتمام متجدّد في الحوارات الإقليمية والتقارب الثنائي. تتجاوز كرة القدم الانقسامات اللغوية والوطنية والثقافية، وبالتالي هذه هي الفرصة الذهبية أمام قطر لاستخدام قوّة دبلوماسية الرياضة لتحقيق مزيدٍ من السلام والاستقرار.