15 سبتمبر 2025

تسجيل

رشفات من الحياة

17 نوفمبر 2022

لعلها تحرك الواقف، وتنبه الغافل، وتوقظ النائم، وتدفع بالمتثاقل الفتر للنشاط من جديد، وتعدل المسار وتأتي على الأفراح في قادم الأيام بإذن الله، وما هذه الرشفات إلا من الحياة، ومن أدركها وفهمها عرف قيمة الحياة وما فيها من مباهج وإشراقات:- الرشفة الأولى: اعتز بإسلامك وما تحمله من أخلاق وقيم أثناء البطولة وما بعدها وكن خير سفير مقيم! الرشفة الثانية: «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمن الضعيفِ، وفي كلٍ خيرٌ، احرص على ما ينفعكَ، واستعنْ باللهِ ولا تعجزْ...». في هذا المونديال الكروي العالمي احرص على ما ينفعك ويُدخر لك بقدر استطاعتك وإمكاناتك، واستعن بمولاك الذي هيأ لك كل خير، وما هذه الوفود والحشود الجماهيرية القادمة إلينا خلال هذه فترة البطولة إلاّ للتعريف بدينك وبرسالة الإسلام الخالدة الإنسانية العالمية. الرشفة الثالثة: الترويح عن النفس له ضوابط ومفاهيم شرعية فهو وسيلة لا غاية، وحاجة إنسانية، ليحقق التوازن في حركة الإنسان ويبعدها عن الملل والرتابة، فالجد هو الأصل والترويح فرع، وما تأخر مجتمع ما يوم أن جعل الترفيه واللهو غاية والجد وسيلة، ما هكذا تُبنى المجتمعات وتنهض!. الرشفة الرابعة: الاقتداء والتأسي بمن؟ في هذا الحدث يظهر الكثير من الأسماء ويتهافت الكثير على المشهورين وخاصة من اللاعبين ويتزاحم عليهم الصغار قبل الكبار، وقد يكون العكس الكبار قبل الصغار !. فهؤلاء ليسوا بقدوات أبداً وإنما متميزين في مهاراتهم الكروية فقط لا غير. فانتبه وأرشد غيرك لهذا المعنى حتى لا نفقد الاتجاه الصحيح ونضيع!. الرشفة الخامسة: الترفيه صناعة ولكن كيف صناعتها وإدارتها واستثمارها بما يعود على المجتمع بالنفع والنهضة والبناء الحضاري الصاعد. الرشفة السادسة: لا تحتفل بالفساد ولا بأهله، ولا تفرح بقدومه في أي مجتمع ولا تصفق ولا تطبل له!. الرشفة السابعة: إذا فُقد خلق وقيمة الحياء في صناعة الترفيه فأقم على هذه الصناعة مأتماً وعويلا، ولا تسأل بعد ذلك عن ضياع الأخلاق والقيم في أي مجتمع!. الرشفة الثامنة: ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))، ((وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا )). قال أهل العلم رحمهم الله «والقول الحسن يشمل: الحسن في هيئته؛ وفي معناه، ففي هيئته: أن يكون باللطف، واللين، وعدم الغلظة، والشدة، وفي معناه: بأن يكون خيراً؛ لأن كل قولٍ حسنٍ فهو خير؛ وكل قول خير فهو حسن». وهذه فرصة وغنيمة باردة أتت إلينا فأروا الله من أنفسكم خيراً في هذه التظاهرة الكروية العالمية!. الرشفة التاسعة: استثمر هذا الحدث الرياضي العالمي بكلمة صادقة، وابتسامة لا فيها تلوّن، وفعلٍ يُكتب لك أثره حاضراً ويوم أن ترحل عن هذه الحياة، واجعل لك فيه من الخبايا وابتعد عن الأضواء!. فـ»لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً» ولو كان شيئاً بسيطاً فقد يراه هذا الزائر المشجع كبيراً فيتأثر!. الرشفة العاشرة: لا تقل لا أقدر.. لا استطيع.. لا يسمع مني.. من أنا!؟ فكم من إنسان حبس نفسه في هذا الوهم! وكم من إنسان قيدته الظنون والأفكار السلبية وأقوال الناس عن الحركة! قل كلمتك وتحرك بفعلك الإيجابي الحسن وأخلص النية فما تدري أين تقع!. وصدق الشاعر: ﻣﺮﺍتبُ ﺍﻟﻤﺠدِ ﻻ يَرقى ﻟﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﻦ همهُ ﺍﻟﻨﺎسُ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ * «ومضة» وما أروع ما قال أبو الطيب المتنبي:- وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ اللهم اجعل قطر-حفظها الله- منبت العز والطيب والخير.