12 سبتمبر 2025
تسجيلتوفر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 مناسبة استثنائية لقطر لتقديم نفسها على المسرح العالمي، خصوصاً أن اسمها سيرتبط من الآن فصاعداً بهذا الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة على هذا الكوكب. سيكون كأس العالم 2022 بالفعل تجربة فريدة من نوعها للمشجعين ومحبي الكرة، إذ إن الإستادات الثمانية قريبة من بعضها ومن وسط المدينة. ووجدت قطر في استضافة كأس العالم الفرصة الذهبية لتطوير بنيتها التحتية الأساسية وتعزيز قطاعاتها الاقتصادية الرئيسية. ومن خلال الفعاليات التي تنظمها على هامش البطولة، تأمل أن تستعرض أحدث أنظمة النقل التي بنتها، وأن تقدم لجميع السكان والزوار نشاطات ترفيهية وفنية وثقافية غنية بما يعكس كرم الضيافة العربية والقطرية. وقد شهدت البلدان الأخرى التي استضافت كأس العالم ارتفاعاً مستمراً في السياحة والأنشطة الاقتصادية الأخرى، وبالتالي، يفترض بقطر أن تتوقع الأمر نفسه. يدور التحدي الذي تواجهه قطر والسؤال الذي يشغل بال الجميع حول كيفية استفادة البلاد من استثماراتها الاقتصادية الضخمة للحفاظ على النمو الاقتصادي بعد انتهاء هذه الفعالية. لا يمكن الاستمرار في زيادة القدرة الاستيعابية التي أنشئت لاستضافة كأس العالم واستيعاب أكثر من مليون زائر في البلاد، إلا من خلال تشجيع نشاط اقتصادي جديد والاستفادة بشكل فعال مما بنته قطر. وهو ما يتطلب جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ودعم تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة ونموها. لحسن الحظ، تستثمر قطر منذ سنين بكثافة في رأس مالها البشري، حتى أنها أصبحت من بين الدول الأقوى في المنطقة من حيث أنظمة التعليم والتدريب ما بعد المرحلة الثانوية والمؤسسات البحثية. وعملياً، هذه هي الركائز الأساسية لاقتصاد تنافسي ومتنوع. في النهاية، يجب على قطر إطلاق العنان لإمكانات رأس مالها البشري والمادي والاجتماعي لتنويع اقتصادها واستقبال عصر جديد من الازدهار والنمو.