16 سبتمبر 2025
تسجيلكلمات في الصميم خرجت من إمام وعَلم من أعلام صُّناع الحياة الكبار، إنه الإمام أبو عبدالله مالك بن أنس رحمه الله، وهو من أعلام القرن الهجري الثاني، إذ قال "ما في زماننا شيءٌ أقل من الإنصاف"، وعلّق الإمام القرطبي رحمه الله وهو كذلك من صُنّاع الحياة الكبار، ومن أئمة القرن السادس الهجري على كلام الإمام مالك رحمه الله فقال " هذا في زمن مالك، فكيف في زماننا اليوم الذي عمَّ فيه الفساد وكثر الطغام"، أي أوغاد الناس. فما عسى أن يقول كل منهما رحمهما الله في عصرنا هذا لو عاشا بيننا‘ في زمن قلَّ فيه الإنصاف وكثر فيه نكران الجميل ونسيان الود وزاد فيه الإجحاف. فالإنصاف من أخلاق الكرام، يدل على رجاحة عقل، ونفس طيبة، وحُسن تصرف، وهمة عالية، مهما كانت المكانة والموقع والدرجة الوظيفية والعلمية، ودائرة الإنصاف متعددة الجوانب والمساحات، فمن الإنصاف قول الحق، وقبول الحق، وأن لا يُحتقر القول حتى إذا أتى من قليل علم ودراية وتعلم أنه حق وصواب، ومن الإنصاف أن تُنصف مع من تتعامل معه في مكان العمل حتى لو أخطأ، وأن تقول للمحسن أحسنت، وللمخطئ أخطأت، وأن تُعطي كل ذي حق حقه، وأن تنسب المبادرات إلى أصحابها أهل السبق، ومن الإنصاف أن من جاءك معتذراً فأقبل اعتذاره ولا تتردد، وأن لا تُنكر الجميل الذي قُدم لك، ومن الإنصاف أن لا تحقر شيئاً من المعروف مهما كان، ومن الإنصاف أن تبتعد عن الفوقية العاجية. فوا شوقاه إلى مباهج الإنصاف في مساحات الحياة. وما أجملها من مساحات!. ورضي الله عن الخليفة الراشد الصديق أبي بكر حين قال "والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه من القوي". وقديماً قيل "الإنصاف أحسن الأوصاف"، فمن يتجمّل بثوب الإنصاف ؟!. وصدق القائل:- أَنصف وإن كنتَ ذا جاهٍ ومرتبةٍ وعُدْ إلى الحقِ مهما كُنتَ مقتدرا فــمن تكَبَّــر في حــقّ أهيــن به ومـن تواضع في حق فـقـد كبُـرا "ومضة" فمن يَقدر على الإنصاف في زمن "ما في زماننا شيءٌ أقل من الإنصاف"!. [email protected]