11 أكتوبر 2025

تسجيل

 غياب التشابك الصناعي

17 نوفمبر 2019

  المجتمع القطري مؤهل للانتقال من المجتمع التقليدي إلى مجتمع المعرفة تحدثنا في المقال السابق عن ملامح بروز التشابك الرقمي والمعرفي بعد جهود تكللت خلال عقدين من العمل، أما التشابك الصناعي فلم يتكون خلال فترة زمنية أطول وجهود اكبر و معاناة من قبل المستثمرين و قطاع الأعمال، و ليس هناك اي ملامح لتكون مثل هذا التشابك في قطاع الصناعات الخفيفة والمتوسطة، وهذا مؤشر آخر على أن الصناعات الخفيفة والمتوسطه لم تحقق ما حققته التحولات الرقمية والمعرفية وجاهزية المجتمع القطري ومؤسساته من الحكومة إلى أجهزة الدولة من قدرتها على تحقيق نجاحات و مكاسب في قطاعات الاقتصاد الرقمي أو المعرفي، تحقيق مثل هذا التقدم في المنحى الرقمي فاق معظم التوقعات، لذلك يجدر بنا اخذ هذا بالحسبان عند اعتماد أو وضع استراتيجيات للتنمية المستدامة ومدى استعداد البنى والهياكل المجتمعية وكيانات الدولة لتحقيق نجاحات في مجالات الاقتصاد الرقمي والمعرفي وعدم توفر تلك الإمكانات لتحقيق نجاحات ومكتسبات في قطاعات الصناعات الخفيفة والمتوسطة، لذلك عند توجيه الموارد والتوظيف الأمثل لتلك الموارد الوطنية لا بد من توجيهها لتوظف بالشكل الأمثل، فالنظام التعليمي مجهز ويتطور يوماً عن يوم في اتجاه رقمنته و تزويد الطلبة بكل ما يحتاجون لعالم رقمي، أما الصناعة فإننا لم نوفق في الإعداد لها في حين أن إعداد الطلبة وتمكينهم من تحقيق الانتقال الرقمي حدث بسلاسة وإنسيابية طبيعية تبشر بتحول ثقافي مجتمعي في عصر تبحث فيه الشعوب والمجتمعات عن تحقيق الانتقال السلس من الاقتصادات التقليدية إلى الاقتصادات الحديثة الساعية للتحول الرقمي والمعرفي، التطورات القادمة في كل مجالات الحياة تحتم مثل هذا التحول من الصناعات إلى الخدمات إلى النقل كل نشاط من نشاطات الحياة سيتغير بشكل جذري خلال السنوات القريبة القادمة من سيمكن المجتمعات الدول والمؤسسات على تحقيق ذلك التحول هو القدرات الرقمية والمعرفية لذلك لا بد من وضع رؤية تدعم هذا التحول وهذا التقدم لترتكز الخطط والتصورات على مستوى الوزارات المعنية بالاقتصاد والصناعة على الميزة المجتمعية التي يملكها المجتمع القطري و استعداده لتقبل التغير والتطور والتحول التقني والمعرفي وتلك ميزة تفتقر لها الكثير من المجتمعات حتى المتقدمة، أنها الميزة الأهم والافضل التي من الممكن ان يتحلى بها اي مجتمع إنساني اليوم في خضم هذه التطورات السريعة والمتسارعة والتي تحتاج لأهم عنصر لدى مجتمعاتها وهو عنصر تقبل التغير والتواؤم مع التطورات والتأقلم معها، بل ان المجتمع القطري قاد ذلك التغير في جميع مناحي حياته، وهذا يؤهله لتحقيق الانتقال من المجتمع التقليدي الى مجتمع المعرفة، نعلم ونتابع المجتمعات المتقدمة والشركات المتقدمة و نعلم ما ترمي له و ما يتحقق على ارض قطر اليوم تكاد لا تحلم به تلك الشركات، هذا الاستعداد الفطري لدى المجتمع القطري سيمكنه من تحقيق قفزات في صناعة المستقبل قد تبدوا مستحيلة على الكثير من المجتمعات ولكن نحتاج ان ندرك ذلك وان نوظفه لتحقيق الريادة في مناشط اقتصادات المستقبل والتي ستعتمد على التقنيات والمعرفة، ومؤسساتنا لا بد تدرك ذلك وتضع برامج ومبادرات لتمكين المجتمع من تحقيق ذاته من خلال توفير بيئة صالحة وحاضنة للمشاريع والأفكار الرقمية والمعرفية، لقد كان هناك تساؤل إذا كان من الممكن أن يتعامل المجتمع القطري و رؤية قطر 2030 ولكن ما حققه المجتمع القطري متقدم وقد ذكرت الأسباب في مقال سابق والدلائل كثيرة ومتعددة، ولكن مع كل هذا يأتي عنصر مهم وهو الجرأة من قبل الأفراد والمؤسسات، فعمل بنك التنمية ليس كبنك تجاري يبحث عن القوائم المالية وهو ما يعطل عمل بنك التنمية ولكن بنك تنموي أي يتحمل جل المخاطر في العملية التنموية وما سيمكن الشباب هو كون بنك التنمية الآلية المجتمعية التي تتحمل جل المخاطر مما يمكن المبادرين وأصحاب المشاريع من تحقيق رؤيتهم وبناء مجتمع المعرفة. [email protected]