20 أكتوبر 2025

تسجيل

«أحمد آل عبيدان» رجل الشورى الراحل

17 نوفمبر 2018

خدم التعليم لفترة من الزمن في عهد الشيخ محمد بن حمد آل ثاني كان حريصاً على توثيق مجالات التراث الشعبي القطري الأصيل  عمل في الشورى عبر التشريعات القانونية ولجنة الثقافة والإعلام رحل بالأمس الأخ الفاضل سعادة الدكتور أحمد محمد يوسف آل عبيدان فخرو ( 1948 - 2018) .. عن عمر ناهز السبعين سنة تقريبا .. وهو أحد أبرز أعضاء مجلس الشورى في قطر خلال العقدين الماضيين .. والفقيد لم يكن متواجدا في الشورى فقط .. بل كان مهتما أيضا في مجالات أخرى مثل التربية والتعليم بجانب ولعه الشديد بالتراث الشعبي القطري الأصيل منذ ما يقرب من خمسة عقود . ◄ عمله في مجال التعليم : وهي مرحلة مهمة من مراحل حياته العملية .. فقد كان من أعمدة وزارة التربية والتعليم .. وشغل منصب مدير مكتب سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني وزير التربية والتعليم بعد رحيل مؤسس التعليم في قطر الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني المتوفى سنة 1976 م .. وكان يتحمل في تلك الفترة العديد من المهام والمسؤوليات التي كلف بها في ذلك العهد الزاهر للتعليم على مدى سنوات طوال .. كان فيها المرحوم – بإذن الله تعالى - يعمل بجد واجتهاد .. وهو أيضا من الرواد الأوائل المؤسسين لنادي الجسرة الثقافي والاجتماعي وأحد أعضاء مجلس إدارته لعدة سنوات . ◄ كتابه في الأمثال الشعبية : أصدر الفقيد الراحل كتاب « الأمثال الشعبية في قطر « وهو أول كتاب يوثق للمثل الشعبي في المجتمع القطري .. حيث جمع في هذا المؤلف أكثر من 600 من الأمثال الشعبية التي كانت تردد في تلك الفترة .. خاصة أنه نشأ في بيئة « حي الجسرة « وهي بيئة تهتم بالموروث والتراث القطري .. فجاء كتابه ليغذي المكتبة القطرية التي كانت وما زالت تعاني من النقص الشديد في مثل هذه الدراسات النادرة .. والكتاب كان رسالة ماجستير نالها من جامعة القاهرة قبل عدة عقود .. وبعدها بسنوات حصل على درجة الدكتوراه .. والفقيد الراحل هو شقيق العلامة والمؤرخ الدكتور يوسف آل عبيدان عضو مجلس الشورى حاليا وأستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر سابقا . ◄ مجلس الشورى  وجاء عمله في مجلس الشورى القطري ليخدم فيه لفترة طويلة من خلال إدارته للكثير من اللجان ومناقشة الكثير من اللجان والملفات الساخنة التي تهم المواطنين خلال فترة وجوده .. حيث كان عضو اللجنة القانونية ومقرر لجنة الثقافة والإعلام .. واستمر يعمل بالمجلس حتى عام 2017 م .. وما زلت أتذكر أنه كان قارئا نهما لكل ما أكتبه من مقالات في الصحافة القطرية التي تناقش هموم وقضايا المواطنين وكان يأخذ بها أحيانا ويعرضها على السادة أعضاء مجلس الشورى .. ومنها على سبيل المثال لا الحصر : • رواتب القطريين  • معاشات المتقاعدين • بدل السكن للمتقاعدين • قانون الموارد البشرية • قانون الإعلام والنشر • سكن العزاب في الأحياء السكنية • التركيبة السكانية • هموم التعليم والمعلمين المواطنين • التقطير في جامعة قطر الوطنية • تقطير الوظائف بشكل عام • التغييرات الوزارية واختيار الكفاءة • التفاوت في الرواتب بين الموظف المواطن والوافد • هموم المرأة القطرية .. وغيرها كثير . ◄ آخر لقاء جمعني بالفقيد  كان في العام المنصرم .. حيث كنت أجمع المادة العلمية لكتابي الجديد عن الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر (1952 - 2016) عميد الموسيقيين القطريين .. وقد زودني ببعض المعلومات عن شخصية الموسيقار وإبداعاته الخالدة ومنها الوطنية على وجه الخصوص .. كما كان يحرص على أن يخرج هذا الكتاب بالصورة الأنيقة التي تليق بالموسيقار المبدع الذي خدم وطنه بكل حب وإخلاص قبل رحيله عن الدنيا . كلمة اخيرة بعد رحيل زوجته الأولى – رحمها الله – تأثر الفقيد الدكتور أحمد بوفاتها كثيرا .. وقد انتكست حالته الصحية وساءت وغدا يعاني من بعض المتاعب المرضية إلى أن توفاه الله وانتقل إلى جوار ربه يوم الخميس 15 نوفمبر 2018 م .. رحمه الله رحمة واسعة .. وجزاه الله خيرا على ما قدم لوطنه .. وتغمده بواسع رحمته ، وأسكنه فسيح جناته ، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .. « إنا لله وإنا إليه راجعون».