14 سبتمبر 2025

تسجيل

ينقادون إلى الموت بأنفسهم!

17 نوفمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كنا نتوقع بضوء الارشادات والنصائح الصادرة من الادارة العامّة للمرور، والحملات الاعلامية المتكررة في الصحف المحلية، أن يتعظ المتهورون فيقودون مركباتهم وفقا للسرعات المحدّدة "قانونيا" في الشوارع، وبالتالي أن يصدر تقرير المرور السنوي هذا العام بملاحظات لافتة، أهمّها انخفاض نسبة حوادث السيارات وضحاياها في الشوارع عن العام الفائت .كنا قد أشرنا في مقال سابق العام الماضي بعنوان (دماء في الشوارع) الى أنّ انشغال سائق السيارة بالتحدّث بالجوّال، سبب رئيسي لحوادث المرور، مع التشديد بزيادة المراقبة من رجال المرور لهذه الظاهرة المميتة بالطرق والوسائل التي يرونها أكثر نجاعة وفائدة، ومن ذلك فرض غرامات مالية عالية على المخالفين كوسيلة للردع.الادارة العامّة للمرور وضعت منذ سنوات مضت، خطّة خمسية استراتيجية للتوعية المرورية للمشاة وسائقي السيارات، تنتهي بأواخر عام 2016 وأرفقتها بحملة اعلامية ارشادية وتوعوية في الصحف المحلية والتلفاز، في إطار محاولاتها لمحاصرة الحوادث بوضع آليات مناسبة، وبالتالي معالجة أسبابها، ويقوم عليها ضباط وخـبراء مختصون.لكن الملاحظ أنه في كل عام ما يلفت النظر أن حوادث المرور لا يطرأ عليها تغيير يذكر، وأن كان عدد ضحاياها في تراجع، من ذلك أن الاحصاءات الأولية التي تحدّثت عنها ادارة المرور جاءت مخيّبة للآمال لجهة عدد الحوادث المرورية، حيث كشفت أحدث الاحصاءات المرورية قبل أيام، ونشرتها الصحف المحلية أن نسبة الحوادث للعام 2015 بلغت حوالى سبعة آلاف حادث، وأن نسبة أعمار ضحايا هذه الحوادث لا تتعدى 30 عاما، وأن60 % من المتوفين ما بين 18 و25 عاما. الادارة العامّة للمرور قالت ان ما نسبته 80 بالمائة من الحوادث سببها انشغال قائد المركبة بالهاتف الجوّال أثناء القيادة، لافتة الانتباه الى أن الانشغال بالتويتر والفيسبوك والسيلفي والواتساب أثناء استخدام الطريق أودى بحياة كثيرين.واضيف هنا الى أنّ من الأسباب التي تؤدي الى "سفك الدماء في الشوارع" كذلك الاهمال المتعمّد من البعض ربط حزام الأمان أثناء القيادة وخاصة في الطرق الخارجية .ومن واقع الأمر أيضا لجهة أسباب حوادث السيارات، هو تغاضي بعض أولياء الأمور ممن يعطون أبناءهم سياراتهم أو يشترون لهم سيارات حديثة ويتركونهم يتعلمون القيادة في الشوارع الخلفية بعيدا عن أعين الرقابة، قبل حصولهم على رخصة قانونية تسمح لهم بقيادة السيارة .والسؤال الذي يفرض نفسه، من يوقف نزيف الدماء في الشوارع، ومسلسل حوادث الطرق وما هي الحلول؟ حيث لا يمر أسبوع دون حادث مروع يحصد العديد من الضحايا، ويخلف وراءه إصابات خطيرة تترك آثارها على المصابين لسنوات طويلة .. والأسباب متعددة أو أكثر من أن تحصى.. من تهوّر السائقين ورعونتهم، الى السرعة الجنونية، مرورا بعدم الانتباه، والى التحدث بالهواتف الجوّالة أو عدم الالتزام بقواعد المرور. ليس من العدل أن نحمّل ادارة المرور ورجالها المسؤولية عما يحدث في الشوارع، فهذا فهم خاطئ، لأن السلامة المرورية قضية ومسؤولية الجميع، وفي هذا الإطار فإن وسائل الإعلام والمساجد والمؤسسات التعليمية يجب عليها القيام بدورها في التوعية والتثقيف المروري، وبالإضافة إلى كل ذلك الأسرة التي يبدو أن دورها غائب بشكل ملحوظ في قضية التوعية المرورية بمعناها البسيط الذي يتمثل في النصح والإرشاد والتوجيه... والى الثلاثاء المقبل.