18 سبتمبر 2025

تسجيل

وسّع صدرك

17 نوفمبر 2014

لكي يعيش الإنسان منا حياة هادئة إيجابية، ينصح المشتغلون والباحثون في العلاقات الإنسانية أن يكون المرء واسع الأفق منشرح الصدر، خاصة إذا أوقعته الظروف في أن يتعامل مع آخرين متنوعين في الفكر والميول والأهواء في مجال ما أو عدد من المجالات والأنشطة الحياتية المتنوعة. لماذا يجب علينا أن نكون أصحاب آفاق واسعة، ولماذا يجب أن تكون صدورنا متسعة للكل بغثهم وغثيثهم؟ لنبحث الأمر بعض الشيء.إن قمنا بتضييق الآفاق وإغلاق الصدور ونحن نتعامل مع الآخرين من حولنا، فإن مآلنا نهاية الأمر أن ننعزل عن الناس، بل سيبدأ الناس قبل ذلك باعتزالنا وتركنا وحدنا نسبح في عالم من الخيالات والرؤى الزائفة. حين تضيق الآفاق، لن نكون على استعداد لتقبل الآراء غير المخالفة لآرائنا، حتى لو كانت بها نسبة ضئيلة من الصواب والحق، لأن الشخص ضيق الأفق يعتقد أن الرأي هو ما يذهب إليه، فيما غير ذلك من آراء لا تستحق النظر إليها أو الاهتمام بها، بل ربما وجدته يبذل من الجهد الكثير لأجل دحر أو سحق ما لا يتوافق معه من آراء! لذا، وحتى نعيش سعداء متفاعلين مع الغير وإيجابيين في الأخذ والعطاء والتعاطي مع أفراد المجتمع، لا بد أن نتقبل آراء الجميع، وأعني ها هنا تحديداً المخالفين لنا، وذلك بشيء من التفهم، لسبب بسيط جداً هو أن الرأي المخالف لا يمكن أن يكون خاطئاً كله، بل لابد أن هناك نسبة من الصحة فيه وحوله، وهذه النسبة هي التي يجب أن نتنبه إليها ونتعاطى معها أولاً، قبل نقاط الاختلاف، وحول هذه الجزئية، لنا بقية حديث نكملها بالغد إن شاء الله.