31 أكتوبر 2025
تسجيلإنني وجدتُ نفسي وأنا أحتسي قليلاً من الشاي بأحد المقاهي على ساحل الوكرة القديم، وأتذكر أيام الصبا التي عشتها على هذا القديم الذي أعيد لنا بثوبٍ جديد، ولكنه كما كان في القديم، فكم لي ذكريات سعيدة وأنا أسبح بين أمواجه التي كانت تصل لنا قريباً من اليابس الجميل برماله البيضاء الناعمة، من الرمال الصافية من كل الشوائب التي تتجمع أحياناً على السيف الجميل، ولكنني وجدتُ نفسي أستمع إلى شابين جالسين بجواري وهما يرددان بعض الأحاديث والكلام الذي لم أتوقع أن أسمعه من مثل أعمارهما الطرية الحديثة التي تربت على أكل المطاعم السريعة -كما يقولون- أو تلازمهم أدوات العصر الحديث من اللاب توب ووسائل الاتصال الحديث، ولكنني وجدتهم يتطرقون إلى ما يدور حولهم من أحداثٍ تمر على بعض دولهم العربية التي يتمنون لها كل خير، وأن تعود كما يقال اليمن السعيد وبلاد الشام الجميل والعراق التاريخ الذي يحتضن بين جوانبه كل ما تعنيه الحضارة من أحداث تثبت عروبته وأصله الماضي بمرور التاريخ الإسلامي العظيم من خير وتنظيم للتاريخ، وجدتهم يتمنون لكل فئة ما لها وما عليها، حيث ذكروا قوله تعالى: لكم دينكم ولي دين، وأن لا يؤذي طرف أي طرف من باب أنه يريد السيطرة على الآخرين بما لا يحقق الاستقرار والنوم الهني على أرضه، ويأكل من خيراتها كل ما طاب ولذ في اليمن السعيد أو الشام المملوء بالخيرات التي لا تحصى ولا تعد من الذي تنتجه أرضه الخصبة في كل وقت تريد، فسرني وجودهم بجواري لأنني أعتز بهم كشباب من أصلٍ عربي يفتخر به الجبين، فأمتنا بهكذا شباب لا يُخشى عليها من الضياع أو أن تكون في آخر الطريق، فهي تنتج كل يومٍ ما يعتز به كل عربي له تاريخ مجيد عزهم الله عندما اتبعوا خير الرسل عليه الصلاة والسلام الذي جاء لكل العالمين، فهم عندهم تاريخ يحفظونه بين جوانبهم تطرقوا إليه في حديثهم الشيق المفيد، ولم أسمع عنهم طيلة جلوسهم أي شيءٍ يعكر الصفوَ بين المتحابين ولا السامعين، فهكذا رفقة لها شيء كبير عندي في مثل هذه الجلسات التي تثري كل جالس كان قريباً أو بعيداً. فلنفرح بشبابنا القادم دون حرج أو خوف من القادم الذي سيمر علينا، حيث إننا نملك شبابنا كله مفخرة، بما نملكه من شباب سيكون خير خلف عندما يحمل الأمانة والعز والكرامة مهما تعرضت له مآسٍ أو محاولة تفرق. فهم بدأوا بأول آية: "اقرأ" وانتهوا عند آية "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم"، اللتين نزلتا على سيد الخلق أجمعين عليه الصلاة والسلام.