16 سبتمبر 2025
تسجيلمع ظهور فن المسرح لجأ المسرحي العربي إلى الاقتباس، وهذا الأمر لم يقتصر على بلد دون آخر، وعندما كان يتم طرح النموذج المحلي كان أقرب إلى واقع البلد، شاهدت في أيام العيد مسرحية مصرية قديمة لفرقة الريحاني، ولكن من بطولة نجم رحل سريعاً عن عالم المسرح إنه عادل خيري، والمسرحية حملت عنوان "لو كنت حليوه" ولعب عادل خيري دور "شحاتة"، ومن نجمات الزمن الجميل نجوى سالم وأديب الطرابلسي وماري منيب ومحمد لطفي ومحمد شوقي وميمي شكيب، طبعاً هذا العمل قدم في مصر أكثر من مرة، بدءاً بصاحب الفرقة نجيب الريحاني، وإن كنا لم نشاهد العمل، ولكن ذاكرة أخي حسن حاموش الذي شاهد العرض يحتفظ بقدرة الريحاني وفريق العمل في المسرحية في إثارة الإضحاك، وطرح الموضوع بكل أبعاده الإنسانية، كان ذلك في فترة الثلاثينيات، أما في الأربعينيات فقد كان الكسار والريحاني من أبرز نجوم اللعبة والتنافس على أشده مع جورج أبيض ويوسف وهبي، ولكن عندما رحل الريحاني استمر عادل خيري – ابن شريك الفرقة بديع خيري – في الستينيات من القرن الماضي في إعادة العديد من الأعمال مثل "إلاّ خمسة" وغيرها من الأعمال، وقدم ذات العمل في فترة السبعينيات من بطولة فريد شوقي ولكن ما مناسبة هذا الموضوع، ذلك أن هذا الموضوع قد تم اقتباسه ولكن قدم بروح كويتية خالصة عبر مسرحية "على هامان يا فرعون" من بطولة عبدالحسين عبدالرضا، سعد الفرج، سعاد العبدالله، وقام بتجسيد دور عادل خيري النجم الكبير عبدالحسين عبدالرضا.وكما مثّل الفنان بوعدنان دور والد الطفل، كان عادل خيري هو والد الطفل وتحوّل من بني سويف إلى لندن ومثل دوره سعد الفرج كما أداه عبدالحفيظ.إذن المسرح كان حياً، بمقدور المبدع أن يستحضر نماذجه، وإن كانت النهاية في العمل الكويتي تختلف عن نهاية "لو كنت حليوه"، عندما يحصل البطل على ورقة اليانصيب ويحصد مبلغ ستين ألف ليرة ذهبية، ذكرتني ماري منيب ولهفتها على الروان بأسمهان توفيق. متى يبحث المسرحي عن التيمات الملائمة والمناسبة في النصوص العالمية والعربية، ويطرحها فوق خشبة المسرح؟. سؤال برسم الإجابة.