17 سبتمبر 2025

تسجيل

التقليد الأعمي

17 أكتوبر 2012

لا أعتقد أن هناك شعباً يحب التقليد والمحاكاة أكثر من الشعوب العربية. أعرف جيداً أن هذا الطرح، طرح إشكالي، بمعنى أن أحدهم قد يقول وما الدليل. عندها سوف أسوق إليه أكثر من دليل تأكيداً على صدق وجهة نظري. فقد ظهر ذات مساء لاعب إيطالي. شعره طويل أشبه بشعر الفتيات الصغيرات وهن يحملن دفاترهن إلى المدرسة. وسمى البعض ذلك النوع من التسريحة بتسريحة "ذيل الحصان" باجيو اللاعب الإيطالي لفت أنظار البعض إلى هذه الموضة. وتسابق بعض اللاعبين إلى المحاكاة عبر الملاعب. ومن ثم جسّد الأمر بعض اللاعبين عبر خريطة الوطن العربي. اعتقد البعض أن نجومية "باجيو" مرتبطة بطريقة شعره فقط. والمؤسف أن هذه الظاهرة تحولت فيما بعد إلى إطار خاص. وبخاصة لدى بعض الفنانين، قد يقول قائل وهل هذا حرام أو عيب. فالأقدمون قد سبقوا كل الأجيال. هل شاهدت مثلاً مسلسل عمر بن الخطاب؟ نحن من حافظ على هذا الأمر. والآخر قلدنا، اقول ممكن.. جائز.. ولكن الأمر الآن قد استفحل عبر التقليد الأعمى. الموضة الآن مختلفة. فكثير من الآسيويين يلبسون الـ"تي. شيرت" والبانطلونات القصيرة في الأسواق والمجمعات. سواء من الرجال أو النساء. وهذه عادة دخلت إلى المنطقة عبر منظومة خاصة بهم. ولكن الأمر قد استفحل أخيراً وفي كل مكان تجد الشباب العربي دون مراعاة شعور الآخرين يأتي بهذا الزي. أنا لا أنطلق من مبدأ أو وازع ديني. ولكن من منطلق أخلاقي ومراعاة التقاليد والعادات العربية. نعم في مؤسسة حمد كم من هؤلاء ينتقلون عبر "تي. شيرت" وبنطلون قصير فوق الركبة. ماذا تفعل المرأة القطرية أو العربية. وذلك الإنسان العربي لا يراعي حرمة الآخرين. بل ان هذه الظاهرة قد انتشرت وعمت كل فئات الشباب وفي كل مكان. أنا لا أريد أن استحضر المثل القديم. إذا لم تستحِ فافعل ما شئت. ولكن لكل مجتمع خصوصياته. نحن في مجتمع مسلم. ولدينا عاداتنا وتقاليدنا فلماذا نشجع الآخر. ولماذا لا يكون هناك تحذير لمنع هؤلاء من الدخول بمثل هذه الملابس. إن بعض الأماكن وفي بعض الدول تمنع من لا يرتدي "الكرافتة" حفاظاً على تقاليد وموروثات فلماذا نتمسك نحن بما يمثله الآخر. الحرية لها حدود. وعلى الإنسان أن يكون قدوة. والأدهى والأمر أن بعضهم يحافظ على الصلاة وفي المساجد بهذا الزي. وكأنما الصلاة عادة فقط. إن هذا الأمر مع الأسف قد تحول إلى شكل مغاير للمألوف. والحرية أن تخلق فجوة بين حريتك وحرية الآخرين. أعرف جيداً أن التيار أقوى بكثير من مقال هنا. أو كلمة عابرة عبر ميكروفون الإذاعة. لأن الأهم أن يدرك الآخر أن ما يقوم به أمر بغيض ولا يتماشى أبداً مع واقعنا العربي والإسلامي. أتمنى أن يكون هناك تحذير لهؤلاء أو منعهم من ارتياد المستشفيات والمساجد بمثل هذا الزي. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد. وسلامتكم..