12 سبتمبر 2025
تسجيليتألم القلب، وتحزن الروح، وتتوجع النفس والرماح تنهال على قلب الوطن بوحشية غير مسبوقة تريد اغتياله، وليتأكد على نحو لا لبس فيه أن مجموعة الحرامية الذي يقبعون خلف القضبان وعلى رأسهم كبيرهم المخلوع إنما يحركون من محبسهم فلولهم، وبلطجيتهم، لإحراق مصر مع سبق الإصرار والترصد، الحكاية ليست إطلاقا حكاية مسلم ومسيحي وفتنة طائفية، إنما الحقيقة أن بلطجية النظام ينفذون مخططا مدفوع الأجر، ويتحينون كل فرصة ممكنة للاندساس وإشعال الحرائق بل والضرب بالرصاص الحي! الفتنة الطائفية بريئة مما يقولون، فمصر على مر السنين تحتضن الجميع في وئام لافت دون أي حساسية أو تعصب، أكلنا وشربنا وصادقنا على مر العمر مسيحيين كانوا جيرانا، وإخوة، بل لقد تزوج بعضنا منهم وصاهرهم، وما الخامس والعشرون من يناير ببعيد، فلقد شاهد العالم كله ميدان التحرير بكل من فيه وما فيه، شاهدنا قداس المسيحيين إلى جانب صلاة المسلمين، شاهدنا القرضاوي وعلى بعد أمتار منه القسيس، كان المسلم يصلي والمسيحي يحرسه، كان البرد شديداً والجميع يفترش الأرصفة (مسيحي ومسلم) جنبا إلى جنب يتقاسمان الرغيف، وشربة الماء، والدعاء، والرجاء، ونفس الهتاف الطالع من القلب (تحيا مصر) سمعت أحدهم يقول على إحدى الفضائيات إنه شاهد فتاة مسيحية على صدرها صليب تساعد شيخاً مسلماً بصب الماء على يديه ليتوضأ، المحجبة كانت إلى جانب السافرة بلا تمييز أو حساسية فللكل طلب واحد، وهدف واحد، إسقاط النظام.. وقد سقط، وتركت الطواغيت قصورها المنيعة الوسيعة إلى ضيق السجون المنيعة بعد أعظم ثورة شعبية عرفها التاريخ الحديث، لذا كان لزاماً على من نهبوا مصر، وقتلوا شعبها بالإذلال والإهانة والقهر أن يحركوا بلطجيتهم ولو من وراء القضبان ليعيثوا فساداً في أرض الوطن الجريح، يقبضون ويحرقون، يقبضون ويختلقون شائعات توغر الصدور، قالوا الكنيسة هدمت وتبين بالتحقيق أن الكنيسة لم تهدم فقط أججوا غضباً عارماً في صدور المسيحيين واندسوا وسطهم لتكون أحداث ماسبيرو الدامية وليسقط المسلم والمسيحي برصاص الغدر، والدهس، وإذا كان قد صار معلوما عدد المسيحيين الذين سقطوا إلا أن المجلس العسكري امتنع عن الإشارة لعدد شهدائه إثر وابل الرصاص المنهال عليهم حفاظاً على الروح المعنوية لجنوده، فعلتها الفلول إذن، بل لقد ذهبت الفلول الخارجية إلى أبعد ما يمكن فقد وردت أخبار تقول بأن أقباط المهجر يطالبون بطرد السفراء المصريين بالدول التي يعيشون فيها عقابا على ما حدث للمسيحيين بموقعة ماسبيرو وفي إشارة إلى الاستقواء بالخارج والذي استنكرته القيادات المسيحية في مصر معلنة أن مصلحتها مع التواؤم والتوافق الوطني تحقيقا للمصلحة العليا للوطن مصر، وليأكل فلول الخارج ألسنتهم بعد رد المصريين المسيحيين الصادم لهم، عموماً سيظل العالم يذكر رغم إجرام الفلول المأجورة أن مليونيات كثيرة احتضنها ميدان التحرير ولم يطلق الجيش طلقة واحدة على أحد، وأن المسيحيين المصريين اعتصموا 15 يوماً أمام ماسبيرو مطالبين بحقوقهم دون أن يتعرض أحد لهم، أو حتى يحاول فض اعتصامهم، إذن واضح وضوح الشمس أنها الوقيعة التي تتبناها فلول المرتزقة القابعة أصلاً لنظام بائد فاسد كان يعمل وفق أجندة أمريكية تسيره، وتحكمه، وتأمره، وهي نفس الأجندة التي تتحرق الآن شوقاً لتنفيذ مشروع التفتيت بزعزعة الاستقرار، وزراعة الفوضى، وضرب الاقتصاد، وإفقار البلاد، وتهييج فئات الاعتصامات، والإضرابات، والوقفات الاحتجاجية، ووقف الإنتاج، والتحريض على العصيان، ولعل اقتراح رئيس المخابرات الأمريكية وضع قوات أمريكية على الحدود المصرية الليبية لمنع دخول الصواريخ المهربة من ليبيا إلى مصر يشي ويكشف عن الخطة الأمريكية الدنيئة والأنياب الزرقاء التي تنوي الانقضاض بعد ضعضعة مصر وإضعافها، خاصة أن الامبراطورية الأمريكية إلى أفول وانهيار، الآن أصبح مفهوماً جداً أن مصر يتآمر عليها اثنان: فلول مبارك، وفلول أوباما ولن يحبط الاثنين إلا انتباه المصريين لما يحاك، وترابطهم وإحساسهم بأنهم أبناء وطن واحد ومصير مشترك، وانهم في مركب واحد، أي اختلاف أو خلاف سيغرق الجميع، ومهم أن يعرف المخلصون أن انتشال الاقتصاد من ترديه بالعمل والإنتاج يجب أن يكون غاية الغايات ليتعافى في كل شيء، ليسلم الوطن وأبناؤه، ولينتبهوا أن أصحاب المخططات المجرمة عملاء النظام في وضع استعداد دائم بالكبريت والبنزين منتهزين كل فرصة لإشعال الحرائق، ولن يحبط كل هذا الإجرام إلا حب كبير، لوطن عظيم، يستحق الوفاء، والتضحية، والحب. طبقات فوق الهمس رغم الألم لعواصف الأحداث الدامية في الوطن العربي النازف لا نملك إلا أن ننحى الحزن جانبا لنهنئ حركة حماس بنجاحها في تحرير 1027 أسيراً بصفقة شاليط، ونبارك لكل بيت فلسطيني سيستقبل فلذة من فلذاته ليعرف طعم الفرح بعد طول حزن، وتحية باسقة تليق بالمقاومة الباسلة التي حققت هذا النصر.