17 سبتمبر 2025

تسجيل

الوقفة الثانية.. التدخين والمسؤولية المجتمعية "1 — 2"

17 أكتوبر 2011

في حملة صحيفة "الشرق".. "الدين النصيحة" لتعزيز القيم والأخلاق، حملت إلينا قيمة سيئة سلبية ضارة وكريهة وخبيثة مجتمعياً وصحياً ومالياً وبيئياً.. واضحة وصريحة عن التدخين بأشكاله وأنواعه القذرة النتنة المهلكة، تحذرنا وترشدنا إلى ترك هذه الآفة بما فيها من أضرار ومخاطر، ليس على مرتكب هذه الآفة، وإنما تسري على من حوله. وما حملته إلينا كذلك من حقائق وصور وكلمات معبرة، فبارك الله في القائمين على هذه الحملة والله يكثر من أمثالهم، ونورد هنا بعض ما جاء في هذه الحملة من عبارات مؤثرة: ــ عالمياً يموت شخص واحد بسبب التدخين كل 8 ثوان.. لا تكن منهم.. اقتل السيجارة قبل أن تقتلك. ــ سرطان الرئة السبب الرئيسي لموت 90 % من الرجال المدخنين و80 % من النساء المدخنات.. الخيار لك. ــ التعرض لدخان السجائر يسبب نفس المخاطر التي يتعرض لها المدخن من استنشاق الكربون والمواد السامة الأخرى.. ابتعد عن السجائر والرفقة السيئة. ــ تدخين رأس واحد من الشيشة يعادل تدخين علبة سجائر كاملة.. اترك الشيشة والتدخين.. قبل أن تتركك ميتاً. ولا ندري ولا نفهم لماذا الانكباب والإقبال الشره على التدخين والشيشة؟ هل كثر الاكتئاب والضغوط النفسية والقلق، والهموم والغموم على الجميع — إلاّ ما رحم الله — رجالاً ونساءً وشباباً في عمر الزهور والعطاء لمجتمعهم؟ ومجتمعهم في انتظارهم أصحاء أقوياء في عقولهم وأجسادهم، وليسوا مرضى ضعفاء.. "سُئلت اللجنة الدَّائمة للإفتاء ما حكم التِّجارة في الدُّخان والجراك وأمثالهما، وهل تجوز الصَّدقة والحجّ وأعمال البرّ من أثمانها وأرباحها؟ الجواب: لا تحلّ التِّجارة في الدُّخان والجراك وسائر المحرمات، لأنَّه من الخبائث، ولما فيه من الضَّرر البدنيّ والروحيّ والماليّ، وإذا أراد الشَّخص أن يتصدق أو يحجّ أو ينفق في وجوه البرِّ، فينبغي له أن يتحرّى الطيِّبَ من ماله، ليتصدق به أو يحجّ به أو ينفقه في وجوه البرِّ، لعموم قوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ)) البقرة: 267، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ الله طيِّبٌ لا يقبل إلا طيِّبًا" رواه مسلم ". إن المسؤولية المجتمعية للمؤسسات والشركات ليس فقط في المساهمة والمشاركة في تنفيذ برامج ومشروعات وهذا خير وإيجابي، وإنما هي أيضاً تكمن في حماية المجتمع والمستهلك من أي ضرر وسلوك شائن يعرض ويتعرض له، خاصة مسألة التدخين بأنواعه.. حفظ الله مجتمعنا وأبناءنا من السلوكيات الخاطئة. ولنا وقفة ثالثة مع (التدخين والمسؤولية المجتمعية) بإذن الله. "ومضة" قال تعالى: ((ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة))، وقال صلى الله عليه وسلم (( الحلال بيّن والحرام بيّن)).