13 سبتمبر 2025
تسجيلمن الخذلان أن يمنحك ويهبك الله الكريم سبحانه سواءً كنتَ رجلاً أو امرأة خيراً وعطايا ونعماً لا تُعد ولا تُحصى، ويغدق عليك مالاً، ويعطيك منصباً ومركزاً ومكانة ومُلكاً، ودرجة ووجاهة بين الناس، أو في تجارة رابحة في شركة أو في مؤسسة أياً كان نوع نشاطها في حركة الحياة، فإذا أنت... * تذهب بها لتعارض شرع الله سبحانه وسننه الكونية، ولن تستطيع...! * تحارب بها دينه تحت أي مسميات أو شعارات واهية كاذبة خاطئة، أمراض نفسية تلاحقك.. * تستخدمه في إشعال حروب وفي صناعة الغدر والخيانة والخصومة، وفي قطع الأرحام والاستيلاء على ممتلكات الآخرين، أمراض نفسية تفتك بك...! * تتنكرين لقيمة الإحسان والجميل الذي كنتِ عليه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ قِيلَ أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ". قال الإمام النووي رحمه الله" توعده على كفران العشير وكفران الإحسان بالنار يدل على أنهما من الكبائر". وقال الإمام ابن بطال رحمه الله" فيه دليل على أن العبد يعذب على جحد الإحسان والفضل وشكر النعم، قال وقد قيل إن شكر المنعم واجب". * تسعى لتخريب وتشتيت وتفتيت الأمة وتتآمر مع الأعداء حتى يمكنونك من الوهم والسراب الذي تصنعه لنفسك. * تلعب وتسرق بأموال الأجيال. * تحتكر وتتلاعب بالأسعار وترفعها متى تشاء وتخفضها متى تريد، لأنها الشركة الوحيدة الموجودة في السوق ولا منافس لها..!. * تصادر الحرية والكلمة وحتى النصيحة بالتي هي أحسن، تعتقلها بل وتصادر الصمت وتجعله في إقامة جبرية أو في سجن طويل. * تصنع لمجتمعك الضياع وخرائط التيه والشتات. * تزهو بنفسك وتحطم كل ما بناه آباؤك وأجدادك في لحظات، فتخسر ويخسر أبناء مجتمعك وأمتك. فتدارك أمرك قبل فوات الأوان. فـ" حين يهبك الله سبحانه وتعالى نعمة من النعم فيجب عليك أن تستثمرها " فيما يعود عليك وعلى مجتمعك وأمتك والإنسانية بالخير والتقدم والنهضة والبناء والعيش الرغيد والأمن والاستقرار، لا في نشر الفوضى في كل مكان، فأبعد عنك الساقطين والمرتزقة والمطبلين وبطانة السوء واللئام وخونة المجتمعات والأمة. قال الإمام ابن القيّم رحمه الله " أجمع العارفون بالله أنَّ التوفيق هو أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يُخْلِيَ بينك وبين نفسك". وقال الأبشيهيُّ " مَن قرَّب السِّفْلَة واطَّرح ذوي الأحساب والمروءات استحقَّ الخِذْلَان ". وقال قتيبة بن مسلم رحمه الله "ومَن تبجَّح بالانفراد، وفَخَر بالاستبداد كان مِن الظَّفر بعيدًا، ومِن الخِذْلَان قريبًا". وقال الماوردي رحمه الله " قال بعض البلغاء: المخْذُول مَن كانت له إلى اللِّئام حاجة". فتدارك أمرك قبل فوات الآوان، ولن يذكرك التاريخ إلاّ مع المهازيل وقطاع الطرق، هذا إن ذكرك على صفحاته.! "ومضة" فهل ندرك المساحات المفتوحة التي لا حد لها من الهبات والعطايا والمنح الإلهية، لنتحرك معها بإيجابية وأمانة ومسؤولية كما يريدها الله تعالى لنا في دنيانا؟.